الموضوع: هل من تناقض بين واقع النجاعة ومطلب العدالة؟
الإصلاح:
* تحديد الأخطاء المشتركة
- سوء فهم للموضوع يتجلى في إسقاط درس" العمل : النجاعة والعدالة " على الموضوع دون اعتبار الموضوع ذاته. هذا الخطأ يجعل من العمل خارج الموضوع ، فالموضوع لم ترد فيه كلمة العمل أصلا وبالتالي ليس هناك من مبرر أولي لقصر دلالة النجاعة والعدالة على درس العمل. يتحدد معنيي النجاعة والعدالة كحدين إشكاليين لمسألة العمل ولكن ذلك لا يعني حصر هذين القيمتين في هذا المجال، بالتاي كان يجب تبرير هذا الربط على الأقل والإعلان في المقدمة على الاشتغال على الموضوع داخل هذا المجال والإشارة لإمكان ربطه بمجالات مغايرة.
غير أنه حتى في حالة تبرير هذا الحصر، فان ذلك يجعل من العمل (المقال) عملا جزئيا لم يستوف تحليل الموضوع في مختلف مجالاته.
الملاحظة الأخيرة ترتبط بسياق المفاهيم داخل الموضوع. الموضوع لم يساءل إمكان التناقض من عدمه في خصوص قيمتي النجاعة والعدالة بإطلاق، وإنما بتعيين النجاعة كواقع والعدالة كمطلب وهو ما يستوجب تحديد دلالة " واقع النجاعة" و "مطلب العدالة".
- مطلوب الموضوع هو السؤال عن طبيعة العلاقة بين المعنيين. لكن ما تم إغفاله في بعض التحارير أنه قد رسم حدود هذه العلاقة بإمكان وجود تناقض، وهو ما يستوجب التثبت في قيمة وشرعية القول بانبناء العلاقة على أساس التناقض.
- الموضوع ورد في صيغة سؤال ومن الطبيعي أن يطلب كل سؤال إجابة لكنه من غير الفلسفي أن نصدر حكما قاطعا و أن نجيب، سواء بالسلب أو الإيجاب دون تثبت. ليس المطلوب أن نجيب بنعم أو لا ولكن أن ننظر في مبررات ومسلمات ورهانات واستتباعات كل إجابة ممكنة ليكون الحكم القطعي ذاته ممكنا ومبررا.
- ضرورة الانتباه إلى تنظيم الورقة وجعل سطرين بين الأجزاء الثلاثة للمقال أي المقدمة والجوهر والخاتمة، ووضع سطر بين كل فكرة رئيسية وفكرة أخرى، مع ضرورة الرجوع للسطر عند نهاية تحليل كل فكرة فرعية.
- الاستشهادات يجب أن توضع بين فاصلين و أن تضمن في المقال بشكل سليم ودون تكلف.
خلاصة نهائية:
يجب الوعي أن مقتضيات الاشتغال على الموضوع في بداية السنة تختلف إلى حد ما عن تلك التي تكون في بداية السنة الدراسية. يعود الأمر إلى أن الامتحان في نهاية السنة الدراسية وبطبيعة الحال في الباكالوريا يمكن أن يتوسع ليشمل أكثر من مسألة من مسائل البرنامج لذلك يجب الانتباه دائما إلى إمكان تعلق الموضوع بأكثر من مجال/ مسألة من مسائل البرنامج. يفترض الأمر إذن الانتباه والوعي بأن كل محاولة لإسقاط الدرس بشكل مباشر على الموضوع يمكن أن تنتهي بنا إلى مأزق. إن تحديد دلالة المعاني المكونة للموضوع لا يكون إلا سياقيا.
كما يجب الوعي بإمكانات استغلال قضايا ومرجعيات فلسفية اعتمدناها في مسألة غير التي يحيل عليها الموضوع بم يمكن أن يثري المقال ويجعله أكثر دسامة وإقناعا.
منقول عن الاخ وحيد الغماري