بسم الله الرحمن الرحيم
المصطلحات المعتمدة ببرنامج التفكير الإسلامي ( الرابعة آداب )
المبحث الأول : التوحيد والمجتمع ج 01
1) التوحيد :
التوحيد في اللغة : مصدر وحّـد يوحد توحيدا، أي جعل الشيء واحداً. ونفي التعدد عنه والتشديد للمبالغة أي بالغت في وصفه بذلك .
في الاصطلاح : إفراد الله تعالى بما يختص به من الألوهية والربوبية والأسماء والصفات
والتوحيد يقصد به . إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة فلا يشرك به شيء.
والتوحيد على أنواع:
النوع الأول: توحيد الربوبية وهو إفراد الله بأفعاله، أي أننا نعتقد أن الله منفرد بالخلق والملك والتدبير. قال تعالى ( الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل )[ الزمر ] .
الثاني: توحيد الألوهية وهو توحيد الله بأفعال العباد. أي أنّ العباد يجب عليهم أن يتوجهوا بأفعالهم إلى الله سبحانه فلا يشركون معه أحداً. قال تعالى ( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا) [ الكهف: 110].
الثالث: توحيد الأسماء والصفات وهو إثبات ما أثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تأويل ولا تحريف ولا تمثيل ولا تكييف ولا تعطيل ولكن على حسب قوله تعالى (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) [الشورى ].
2) الحرية و المسؤولية:
لغة : " الحر ، بالضم : نقيض العبد ، والحرة : نقيض الأمة ، والجمع حرائر " (ابن منظور ،ج 4 ، ص 181)."
الحرية اصطلاحاً هي القدرة على الفعل والاختيار وهي التصرّف بالملك بدون عدوان على النفس أو الغير، سواء أكان الملك حسياً أو معنوياً.
الحرّية مقوم أساسي في حياة الإنسان لتمتعه بمؤهلات تميزه عن سائر المخلوقات مما يعطي معنا لوجود ه من خلال البناء الحضاري والإبداع بتحمله المسؤولية وما يترتب عنها من ثواب أو عقاب.
3) الإرادة:
إن كلمة الإرادة لغة واصطلاحاً يراد بها صفة خاصة من صفات النفس تتعلق بإيجاد فعل أو تركه, وتكون علة تامة لتحقق ذلك في الخارج
اصطلاحا :الإرادة هي رغبة أو شوق في نفس المريد لإيجاد مراده خارجاً مباشرة أو بواسطة, أو عدمها.
4) القضاء:
لغة :جاء في كتاب العين للفرهيدي:<< قَضَى يَقضي قَضاءً وقَضيّةً أي حَكَمَ.>>
واصطلاحا: إرادة الله أن تكون الأشياء كما هي عليه في الواقع.
5) القدر:
لغة : التقدير، يقال: قدر الشيء أي بيّن مقداره وقدّر الشيء بالشيء، أي قاسه به وجعله على مقداره. القدر والمقدار جعل الشيء بمقياس مخصوص أو وزن محدود قال الله تعالى << وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا >> الفرقان 2
اصطلاحا : ما قدّره الله سبحانه من القضاء وحكم به. و هو تقدير الله سبحانه بعلمه المحيط بالأزل والأبد بوجود الأشياء، قبل وجودها وبعد وجودها وما ستئول إليه في المستقبل؛
قال ابن حجر في تعريفه: " المراد أنّ الله – تعالى – علم مقادير الأشياء وأزمانها قبل إيجادها، ثمّ أوجد ما سبق في علمه أنه يوجد، فكل محدث صادر عن علمه وقدرته وإرادته ".
القضاء والقدر :
من العلماء من فرق بينهما ، ولعل الأقرب أنه لا فرق بين ( القضاء ) و ( القدر ) في المعنى فكلٌ منهما يدل على معنى الآخر ، ولا يوجد دليل واضح في الكتاب والسنة يدل على التفريق بينهما ، وقد وقع الاتفاق على أن أحدهما يصح أن يطلق على الآخر ، مع ملاحظة أن لفظ القدر أكثر وروداً في نصوص الكتاب والسنة التي تدل على وجوب الإيمان بهذا الركن . والله أعلم .
"والقضاء والقدر هو تقدير الله تعالى الأشياء في القدم، وعلمُه سبحانه أنها ستقع في أوقات معلومة عنده، وعلى صفات مخصوصة، وكتابتُه سبحانه لذلك، ومشيئته له، ووقوعها على حسب ما قدّرها، وخلقُه لها"
الإيمان بالقضاء والقدر واجب، لأنه ركن من أركان الإيمان الستة،
6) العدل:
لغة : العدل ضد الجور ، عدل عليه في القضية من باب ضرب ، فهو عادل
العدل اصطلاحا : هو المساواة في المكافأة إن خيرا فخير وإن شرا فشر
قال تعالى : { وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ } (58) سورة النساء
7) الكسب :
نظرية الكسب الأشعرية تقر أن الوجود صادر عن الله ابتداء وللعبد قدرة على الاختيار والفعل قال محمد عبده في تعريف الكسب << صرف العبد جميع ما أنعم الله به عليه إلى ما خلق لأجله >> رسالة التوحيد
الكسب اقتران قدرة العبد بالفعل الذي يرغب القيام به دون أن تكون لقدرته أثر في إيجاد الفعل
? الفعل يكون من الله خلقا ومن العبد كسبا
الجبر:
الجبر لغة: الإكراه والإرغام والقهر،
واصطلاحاً: هو إكراه وإرغام من قبل الله سبحانه لعباده على فعل الأشياء حسنة كانت أم قبيحة من دون أية إرادة للرفض من قبل العباد.
بمعنى سلب الاختيار من شيء فى مجال تحقيق فعل من الأفعال المتعلّقة به. قال تعالى: {لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} (40) سورة يــس
9) التوكل والاتكال :
التوكّل : وَكِلَ : في أَسماء الله تعالى الوَكِيلُ: هو المقيم الكفيل بأَرزاق العباد، وحقيقته أَنه يستقلُّ بأَمر المَوْكول إِليه.
فسر العلماء التوكل فقالوا : ليكن عملك هنا و نظرك في السماء
أما عدم السعي فليس من التوكل في شيء، و إنما هو اتكال أو تواكل
(10) (13+12+11)الأسباب والسنن والسببية :
لغة : السبب ما يُتَوصَّل به إلى شَىءٍ وتسمى أيضا مجاري العادات والسنن والقوانين
اصطلاحا : من الصعب الحصول على تعريف دقيق لاختلاف تفسير الموضوع فلسفيا ووجود نقاشات وجدالات عميقة فلسفية حول نظريات السببية كافة.
ويكفي أن نعتبر السببية العلاقة المباشرة التي تربط بين الأحداث، والأجسام، المتغيرات المختلفة وأيضا الحالات المختلفة للأجسام. من المفترض أيضا عادة أن يكون السبب (cause) سابقا زمنيا للتأثير
السببية عند الفلاسفة والمتكلمين: * الفلاسفة التولد الذاتي للأشياء ( بصفة آلية )
* المتكلمون التولد وفق إرادة ومشيئة إلهية لا تتبدل ولا تتغير ( سنة الله في الوجود )
14) الاكتساب:
مصطلح استعمله ابن رشد بمعنى << الاكتساب للأشياء ليس يتم لنا إلا بمواتاة الأسباب التي سخرها الله لنا من خارج وزوال العوائق عنها، كانت الأفعال المنسوبة إلينا تتم بالأمرين جميعا: بإرادتنا، وموافقة الأسباب التي من خارجها، و هي المعبر عنها بقدر الله.>>
15) (16+15)الضرورة و الحرية والتحرر:
الضرورة : ما اضطررنا إليه(حركة لا إراديّة)
حركة الإنسان وسط بين الاختيار والضرورة تسمى كسبا
يقول ابن رشد: << وإنما الذي قاد المتكلمين من الأشعرية إلى هذا القول (نفي علاقة الضرورة بين الأسباب والمسببات) الهروب من القول بفعل الطبيعة التي ركبها الله في الموجودات التي هاهنا، كما ركب فيها النفوس وغير ذلك من الأسباب المؤثرة. فهربوا من القول بالأسباب لئلا يدخل عليهم القول بأن ههنا أسبابا فاعلة غير الله>>
تتمحور المسألة حول الإشكال التالي: هل الشخص حر في اختيار مشروعه أم أن هاته الحرية خاضعة لحتميات و بالتالي يحكمها منطق الضرورة.؟
الإنسان يسعى للتحرر من خلال اكتسابه للمعرفة بالضرورة
17) الكونية:
الكونية تفيد التوجّه إلى كافّة الناس و وحدة الإنسانيّة ( الرّب و الأصل ) عموم التّكريم ( الاستخلاف والبناء الحضاري ) (لِّلْعَالَمِينَ ،كَافَّةً لِّلنَّاسِ ،أُمَّةً وَاحِدَةً )
يشير مفهوم الثقافة الكونية إلى كل ما يدور حول دول العالم الأخرى (غير الدولة الأم) من موضوعات عن النواحي الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والتاريخية والجغرافية والبيئية والثقافية والدينية والتربوية والصحية والتكنولوجية والمنظمات الدولية.
18) الخصوصية :
يُعَّدُ مفهوم "الخصوصية" واحداً من المفاهيم الإشكالية، التي تثير جدلاً مشروعاً في مختلف الأوساط وعلى كافة المستويات. ومن الملاحظ أن كل اتجاه فكري يعطي لمفهوم الخصوصية مضموناً يتناسب مع مقولاته ويتوافق مع أطروحاته، ويحاول أن يوظف هذا المفهوم في صراعه مع الاتجاهات الأخرى.
كما يلاحظ في سياق هذا الجدل غياب التأصيل العلمي للخصوصية كمفهوم، واختلاطها مع مفاهيم أخرى، وإنتشار بعض الأفكار غير الدقيقة حول مفهوم "الخصوصية".
* من التعريفات : الخصوصية عبارة عن منظومة متكاملة ومتساوقة من الخصائص والسمات المادية والروحية، وأسلوب الحياة، والأخلاقيات، والنظرة إلى العالم ورؤية الذات والآخر، تتمتع هذه المنظومة بقدر من الثبات والاستمرارية، وتكونت عبر عملية تراكمية وتفاعلية ممتدة عبر التاريخ وفي المجتمع، وجرت في بيئة ذات شروط طبيعية وبشرية معينة، وأتت استجابة لهذه الشروط وتجسيداً لها، وتوجد في علاقة جدلية مع هذه البيئة التي أنتجتها.
* الخصوصية مكوِّن جوهري وأساسي من مكوًّنات المجتمع، ولا يمكن تصور وجود مجتمع لا يمتلك خصوصيته. وإن الخصوصية تمثل ما هو عام ومشترك ومتوافق عليه إلى حد كبير، والذي تناقلته الأجيال المتعاقبة، وأصبح جزءً من الذات، وربما أصبح مكوناً من مكونات الشخصية والهوية.
* ومن التعريفات : الخصوصية تعني التمايز عن الآخر والاتصاف بملامح ذاتية تختلف عنه. وعلى المستوى القيمي فإنها تعني الوعي بالذات وحقيقتها الوجودية وإدراك لتميزها ولحدودها الزمانية والمكانية ولرسالتها الأخلاقية وما يرتبط بها من دلالات سياسية واقتصادية واجتماعية. وهي بهذا مزيج بين موقف وجداني وعقلاني في نفس الوقت.
19) العولمة:
لا يجب الخلط بين العولمة كترجمة لكلمة globalization الإنجليزية، وبين ( التدويل) أو (جعل الشيء دولياً)كترجمة لكلمة internationalization.
جعل الشيء دولياً يعني غالباً جعل في المتناول لمختلف دول العالم. فهو مجهود إيجابي يعمل على تيسير الروابط والسبل بين الدول المختلفة.
العولمة لغة: جعل الشيء عالمي الانتشار في مداه أو تطبيقه.
العولمة ثلاثي مزيد، يقال: عولمة على وزن قولبة،وكلمة "العولمة " نسبة إلى العَالم -بفتح العين- أي الكون، وليس إلى العِلم -بكسر العين- والعالم جمع لا مفرد له
العولمة من حيث اللغة كلمة غريبة على اللغة العربية ويقصد منها عند الاستعمال- اليوم- تعميم الشيء وتوسيع دائرته ليشمل العالم كله .
اصطلاحا : العولمة عملية تحكم وسيطرة ووضع قوانين وروابط، مع إزاحة أسوار وحواجز محددة بين الدول فهي عملية اقتصادية في المقام الأول، ثم سياسية، ويتبع ذلك الجوانب الاجتماعية والثقافية وهكذا.
(العولمة بداية وجود ثقافة عالميّة جديدة تتجاوز التراثيات الثقافيّة المحلّية والوطنيّة والقوميّة
عرفها الشيخ ناصر العمربقوله<< اصطباغ عالم الأرض بصبغة واحدة شاملة لجميع من يعيش فيه، وتوحيد أنشطتهم الاقتصادية والاجتماعية والفكرية من غير اعتبار لاختلاف الأديان والثقافات، والجنسيات والأعراق >>
20) العالمية :
تعني العالمية إفساح الفضاء العالمي للإنسان للتنقل عبره بلا قيود ولا حدود، ليصبح مؤثرا ومتأثّرا بالمحيط العالمي كلّه
21) الإبداع:
الإبداع لغة: فهو من مادة (بدع) أي أنشأه وبدأه، قال تعالى{بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ} (117) سورة البقرة فالبديع من أسماء الله تعالى ويعني: إيجاد الشيء وإحداثه على غير مثال سابق.
{ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} (11) سورة فصلت
التفريق بين الصنع والإبداع (الإبداع من لا شيء والصنع تركيب لعناصر)
اصطلاحا : يمكن إطلاق مصطلح الإبداع على الصنع مجازيا عندما يكون بلا اقتداء (إنتاج جديد )
الإبداع هو القدرة على وضع حلول عملية ومؤثره لمشكلات معلقة لم يدركها أحد من قبل.
هناك فرق ما بين الإبداع والذكاء، فاختبارات الذكاء العادية تقيس القدرة على إيجاد إجابة صحيحة واحدة لكل سؤال، و لكن الإبداع هو القدرة على إيجاد إجابات جديدة وغير عادية للمشكلات المختلفة، و لقد فرق الكثير من المهتمين بأمور الذكاء والإبداع ما بين المفهومين بل توصلوا إلى أن الطفل المبدع ليس بالضرورة أن يكون طفلاً مرتفع الذكاء.
الإبداع أيضاً يختلف عن الموهبة، فالموهبة كالرسم مثلاً تعطي للرسام القدرة التقنية لرسم لوحة جميلة ولكنها في نفس الوقت لا تعطيه الإمكانية لجعل اللوحة لوحة نادرة بما تحمله من إحساسات يشعر بها من يراها.
22) الهوية:
من نحن؟ سؤال الهوية.
الهوية هي القاسم المشترك بين مجموعة من الناس
فالهوية في ذات الوقت ذاتية وموضوعية , شخصية واجتماعية , ومن هنا تتأتي طبيعتها المتفلتة , العصية علي التحديد.
يتضح صعوبة تعريف الهوية عند الغير حتى أن غوتلوب فريغه يرى بأن الهوية مفهوم لا يقبل التعريف وذلك لأن كل تعريف هو هوية بحد ذاته .
الهوية في التعريف الإسلامي :
الهوية هي ماهية الشخص مما يتسم من مجموع الصفات التي تميزه عن الآخرين وتجعله متفرداً شاملة - أي الصفات - كل الجوانب الجسدية والنفسية والاجتماعية والسلوكية بل وحتى المعتقدية