[center]علم البيان: التشبيه
فاهدمْ فؤادي ما استطعتَ، فإنَّهُ
سيكون مثلَ الصَّخْرة الصَّمَّاءِ(الشّابّي)
يُصَوِّر الشابّي،صلابة فؤاده وصمودَهُ في وجه المستبدّ وظُلْمِهِ فجاء له بمَثِيل تَقْوَى فيه صفةُ الشّدّة والصّلابَةِ، فلم يجد أقوى من الصَّخْرة الصَّمَّاءِ ،غير أنّ صفة الصّلابة وإن كانت مشتركةً بين الطّرفين فهي أقوى وأظهر في [الصّخرة] فماثل قلبه بها، ولبيان المماثلة اعتمد [ مثلَ ] .وهذا ما يُسَمَّى بالتشبيه.
لا بدَّ للتشبيهِ من أَركان أَربعة: الشيء الذي يراد تشبيهه ويسمى المشبه [ فؤاد الشّاعر ]، والشيءَ الذي يُشَبَّه به ويُسمَّى المشبه به [ الصَّخْرة الصَّمَّاءِ ]، (وهذان يسميان طرفي التشبيه)، والصفةُ المشتركة بين الطرفين وتسمى وجه الشبه [الصّلابة]، و قد رأينا أنّ هذه الصفة يجب أَن تكون في المشَبَّه به أَقوى وأَشهَرَ منها في المشبَّه ، ثم أداة التشبيه وهى الكاف وكأَن وغيرهما .
التشْبيهُ:ْ بَيانُ أَنَّ شَيْئاً أَوْ أشْياءَ شارَكَتْ غيْرَها في صفةٍ أوْ أَكْثرَ، بأَداةٍ هِيَ الكاف أَوْ نحْوُها.
أَركانُ التَّشْبيهِ أرْبعة، هيَ: المُشَبَّهُ، والمشُبَّهُ بهِ، ويُسَمَّيان طَرَفَي التَّشبيهِ، وأَداةُ التَّشْبيهِ، وَوَجْهُ الشَّبَهِ، وَيَجبُ أَنْ يَكُونَ أَقْوَى وَأَظْهَرَ فِي الْمُشبَّهِ بهِ مِنْهُ فِي الْمُشَبَّهِ.
2- أنواع التشبيه
1. تَمْشِي الهُوَيْنَا إِذَا مَشَتْ فُضُلاً
و هي كَمِثْلِ العُسْلُوجِ فِي الشَّجَر (عمر)
2. خُلِقْتَ طَليقًا كطيف النّسيمِ (الشّابّي)
3. "إِنْ أَنَا إلاَّ صَدفَةٌ مَكْسُورَةٌ" (الشّابّي)
4. تآزرُوا و تآخَوْا في القتال كما
يلتَفُّ في عاصِفٍ جِذْعٌ وأُمْلودُ (أحمد اللُّغماني)
5. قال شوقي يصف لبنان: "وكأنَّ أيّام الشّباب رُبُوعُهُ"
شَبَّهَ عمر بن أبي ربيعة الحبيبة[المشبَّه] بغُصْنِ الشَّجَرَةِ اللَّيِّنِ:العُسْلُوجِ[المشبَّه] وهذان رُكْنانِ أَساسيَّانِ في التّشبيه ،وقَدْ ذُكِرَتْ أَداة التّشبيه [ كَمِثْلِ ] ، وكلُّ تشبيه تذكر فيه الأَداةُ يسمى مرسلا .
وإِذا نظرنا إلى إلى المثال الثّاني،وجدْنا التشبيه ذكر،إِضَافَةً إِلَى الأداةِ [كَـ] ، وجه الشبه: الاِنْطِلاَقُ والحريّةُ[ طَليقًا ] ، وكلُّ تشبيه يذكر فيه وجه الشبه يسمى مفصلا .
وَ بالعودةِ إِلَى المثال الأوَّلِ نَجِد عمر بن أبي ربيعة لم يذكر وجه الشَّبه مستنِدًا إِلى أنَّ السّامِعَ يَستطيع إدراكه بنفسهِ: وهو صِفَةُ اللّينِ المُشْتَرَكَةُ بَيْنَ الحبيبةِ فِي مِشْيَتِها وَ بَيْنَ العُسْلُوجِ . ويسمى التشبيه الذي لم يُذْكَرْ فيه وجه الشبه، تشبيهاً مجملا .
وفي المثال الثَّالث شَبَّهَ الشّابّي نَفْسَهُ بِصَدفَةٍ مَكْسُورَةٍ من غير أَن يَذْكُرَ أداةَ التَّشبيه ، وذلك لتأكيد المُطَابّقَةِ بَيْنَ المشبَّهِ والمشبَّه به، و يسمى التَّشبيه الذي حُذِفَتْ مِنْهُ الأداةُ تشبيهاً مؤكدًا .
و إِذَا نَظَرْنَا في هذا المثال عَيْنِه وَجَدْناه جمعَ إلى حذف الأداة حذف وجه الشبه. وذلك لأَن الشّابّي عمد إِلى المبالغة في ادعاء المُطَابّقَةِ بَيْنَ المشبَّهِ والمشبَّه به. ويسمى هذا النوع بالتشبيه البليغ .
نلاحظ في المثال الرّابع أنَّ المُشَبَّهَ قدْ جاء صورةً متعَدِّدَةَ العَنَاصِرِ وهي صورة المناضلين وقَدْ " تآزرُوا و تآخَوْا في القتال "،وكذلك المُشَبَّهُ به فقد تمثّل في صورة" جِذْعٍ وأُمْلودٍ قَدْ اِلتَـفَّا في مُواجَهَةِ العاصِفَةِ"، وأمّا وجه الشّبه فيُستَخلَصُ من الصّورتين وهو التّآزُرُ و التّناصُرُ والتّآخي.وهذا هو التشبيه التّمثيلي.
تأمّلْ المثال الخامس تلاحظ أنّه تكوّن من:مشبّه[ أيّام الشّباب ] + أداة تشبيه [ كـ ]+ مشبّه به [ رُبُوعَ لبنان ] فقد قصد شوقي أنْ يجعل المشبّه و المشبّه به يتبادلان المواقع:فقد كان من المألوف أن نجدهما على هذه الصّرة: [ رُبُوعَ لبنان (مشبّه)أيّام الشّباب(مشبّه به) كـ(أداة تشبيه) ]،و لكن لأنّه رامَ المبالغة في إظهار تفوّق " رُبُوعَ لبنان" في الاتّصاف بصفة الجمال والإشراق ولين الحياة على "أيّام الشّباب"، فقد قلب التّشبيه فقال "وكأنَّ أيّامَ الشّباب رُبُوعُهُ" ويسمّى هذا النّوع تشبيها مقلوبا .
التتشبيه أنواع:
من حيث وجهُ الشبهِ
من حيث أداة التّشبيه
حُُذِف وجهُ الشبهِ
ذُكِرَ وجهُ الشبهِ
حُذِفتْ منهُ الأَداة
ذُكِرَتْ فِيه الأداةُ
تشبيه مُجْملٌ
تشبيه مُفَصَّلٌ
تشبيه مُؤَكَّدٌ
تشبيه مُرْسَلٌ
حُذِفت منهُ الأَداةُ ووَجهُ الشبه: تشبيه بليغٌ
أمّاالتشبيه التّمثيلي فهو تشبيه صورةٍ بصورةٍ،فوجْه الشَّبَهِ فيه صورةٌ مُنْتَزَعَةٌ من مُتَعَدِّدٍ يتخيّلها المخَاطَبُ.
التشبيه المقلوب : وهو ما يجعل فيه المشبّه مشبّهاً به، لادعّاء أن الصّفةَ أتمّ وأظهر فيه منها في المشبّه به [/center]