[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]إنّ الهواء الّذي نستنشقه لا يخلو من الشّوائب سواء أكانت أتربة أو بكتريا أو دخان سيّارات، ومهما كان محتوى ذلك الهواء فإنّ الثّواني القليلة الّتي يستغرقها في رحلته بداية من الأنف إلى أن يصل إلى رئتينا يمرّ خلالها على مجموعة من نقاط التّفتيش، هي:
1- الأنف:
وتتمّ خلال تجاويفه تدفئة الهواء إن كان باردا، وحجز حبيبات التّراب الّتي يحملها، والتخلّص من البكتريا عن طريق الشّعيرات الأنفيّة الكثيرة العدد الّتي تنتشر في شكل مائل عكس اتجاه الهواء والّتي تحيط بها موادّ لزجة تعرف بالمخاط.
2- القصبة الهوائيّة (أنبوبة التنفّس):
ويتمّ فيها تطهير الهواء من بقايا البكتريا الهاربة من الأنف حيث تلتصق هي والأتربة بجدار القصبة الرّطب، الّذي يغطّيه المخاط اللّزج. وإذا ما زادت كميّة التّراب المحجوزة بالأنف أو القصبة الهوائيّة فإنّها قد تؤدّى إلى العطاس والسّعال و"الكحّة" لطردها ودفعها خارج الجسم حتّى لا تتسرّب في حدوث مضاعفات مرضيّة.
3- الشّعبتان:
وهما تتفرّعان عن القصبة الهوائيّة حيث يتّجه كلّ فرع إلى رئة، ويمرّ الهواء من خلالهما إلى الشّعيبات الهوائيّة.
4- الشّعيبات الهوائيّة والحويصلات الهوائيّة:
وبوصول الهواء إلى الشّعيبات أوّلا، ثمّ إلى الحويصلات الهوائيّة يتمّ تبادل الأكسيجين وثاني أكسيد الكربون مع الشّعيرات الدّمويّة. وتتولّى هذا العمل مجموعة كبيرة من الحويصلات الهوائيّة ذات الجدران الرقيقة.
ويجب أن تعلم أنّ أحد أسباب بقاء الإنسان على قيد الحياة يرجع إلى غشاء الحويصلات الهوائيّة الرّطب، إذ أنّ الأكسجين لا يتّحد مع الدّم إلاّ إذا كان في شكل سائل، وبالتّالي فإنّ تلك الرّطوبة تعمل على تسهيل إذابته كي يستطيع الدّم أن يحمله إلى أعضاء الجسم الّتي تحتاج إليه.
5- الرّئتان:
وتوجد الرّئتان في تجويف الصّدر، وهما محاطتان بضلوع القفص الصّدري، وإذا ما توقّفت إحداهما عن الحركة تتولّى الرّئة الأخرى القيام بالعمل كلّه. وقد تطوّر العلم الآن بحيث أمكن نقل رئة الإنسان إلى إنسان آخر. وتقوم الرّئتان بتزويدنا بالأكسجين الّذي تختلف كميّة الحاجة إليه من إنسان إلى آخر ومن لحظة إلى أخرى حسب كميّة الطّاقة الّتي نحتاج إليها:
فالإنسان يحتاج في حالة الوقوف أو ممارسة النّشاطات الرّياضيّة والتّدريبات الجسميّة إلى أكسجين أكثر ممّا يحتاج إليه في حالات النّوم أو الرّاحة على سبيل المثال.
وعلى الرّغم من عدم وجود عضلات بالرّئتين إلاّ أنّهما تتحرّكان بسبب الضّغط الّذي يحيط بهما والّذي يصنعه تحرّك عظام القفص الصّدري مع الحجاب الحاجز ممّا يؤدّي إلى اتساع الصّدر وحدوث الشّهيق (دخول الهواء)، أو ضيق الصّدر وحدوث الزّفير (خروج الهواء).
ومن الملاحظ أنّ الرّئتين لا تستريحان حتّى بعد وصول الدّم الّذي يحمل الأكسجين إلى خلايا الجسم، ولكنّهما تستمرّان في العمل لتخليص الجسم من ثاني أكسيد الكربون الّذي لو بقي لكان السّبب في تسمّم الجسم. على أنّنا يجب أن نذكر أنّه من الضّروري بقاء جزء صغير من ثاني أكسيد الكربون في الجسم بصورة دائمة للمحافظة على درجة الحموضة بالجهاز الهضمي ولضمان استمرار التنفّس بدون توقّف.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]