التعليم الخاص والتخلف الكبير في المناهج وطرق التدريس
عبدالعزيز آل محمد

يدرك الكثير منا ما تبذله حكومتنا الرشيدة من جهود عظيمة لقطاع التعليم الذي يعد ركيزة قوية في بناء أي مجتمع كان، فللتعليم أثر قوي وواضح في تقدم الأمم والشعوب لذلك أفرد له مساحة واسعة من الاهتمام في شتى دول العالم المتقدم.
وعوداً على على بدء نجد المناهج الدراسية في التعليم العام تتغير ويعاد طباعتها بعد تنقيحها أو الإضافة لها أو الحذف منها كل فترة مع الأخذ برأي المعلمين والمشرفين التربويين مما جعل التعليم العام يخطو إلى الأمام عدة خطوات في فترة زمنية قصيرة وإن كنا نأمل الكثير الكثير في هذا المجال.
ولكن ما دعاني إلى الكتابة هنا هو التعليم الخاص والذي يعاني هو من تخلف عظيم ونظراً لأهمية دور هذا القطاع والذي يعني بفئة غالية وعزيزة علينا وعلى حكومتنا الرشيدة وفقها الله إلى ما فيه الخير والرشاد.

أعود مرة أخرى إلى موضوعي فأنا معلم بالتعليم العام منذ خمس عشرة سنة أي ان لدى بعض الخبرة في المناهج خاصة الاجتماعيات حيث هو تخصصي، فجعت حقيقة وأنا أشاهد بعض مناهج معهد الأمل للصم ووالله انني لم أتمنى ان تكون موجودة لذا توقفت عن قراءة البقية خوفاً من ان تزداد الصدمة في مناهج تدرس لفئة غالية وعزيزة على نفوسنا جميعاً!
صدقوني لا أعلم من أين ابدأ ولكن سأضع بعض النقاط سواء على المنهج أو على معلمي التربية الخاصة وعلى المسؤولين في قطاع التعليم الخاص والذي يبدو ان وجودهم في الحي الدبلوماسي قد عزلهم عن المناهج والمشاكل التي تواجه التعليم الخاص وأرجوا ان تتسع صدور الاخوان لتقبل الرأي الآخر وما هو إلاّ اجتهاد مني فإن أصبت فمن الله وان اخطأت فمن الشيطان:
1- هل يعقل ان يدرس التلاميذ بمناهج بعضها طبع قبل سبع عشرة سنة!!!!
2- في الجغرافيا للصف الرابع يدرس الطالب الوحدة الصحية والطبيب وعمله وصرف الدواء مجاناً، ومركز البريد والحديقة العامة فما علاقة هذا بالجغرافيا أفيدونا جزاكم الله خيراً!!!
3- أيضاً في كتاب الجغرافيا للصف الخامس يدرس اليمن على أن شمالي وجنوبي حتى الآن ولا تعليق.
4- يدرس الطالب الكثير من المواد ويراد من ذلك حسب وجهة نظري محاكاة التعليم العام دون النظر إلى ما يفيد هذه الفئة والتركيز عليه مثل المواد الدينية مثلاً والرياضة والفنية وحذف ما لا يفيد أو اختصاره بشكلها أو دمج المواد مثل اللغة العربية والاجتماعيات وهكذا.
5- هناك حصة تسمى "نطق" وهي من الأهمية بمكان لولا ان معلم النطق ليس لديه الوقت الكافي ويكاد يكون الوحيد الذي يستعمل شفتيه فمدرسو المواد أصبحوا صماً أكثر من الطلاب حيث يستعملون لغة الإشارة فقط، وياليت الأمر قد توقف عند هذا الحد بل نجد ان لكل منهم إشارة خاصة به وطبعاً ضحية تعدد الإشارات هو الطالب؟!
6- يلاحظ قلة خروج الطلاب من المعهد للزيارات الميدانية وزيارة المصانع والمتاحف والحدائق على الرغم من أهميتها في ترسيخ المعلومة في ذهن الطالب على الرغم من وجود وسيلة النقل في المعهد "هل تصدق في مدرستنا وهي مدرسة حكومية ذات مبنى مستأجر ولا نملك وسيلة نقل للمدرسة قمنا بأربع زيارات حتى الآن ومعهد الصم لم يقم حتى الآن بأي زيارة؟؟!!".
7- من واقع تجربتي في مجال التعليم وان كانت محدودة أرى ضرورة زيادة حصص التربية الرياضية لأن كثيراً منهم لديه ما يسمى بالنشاط الحركي الزائد وكذلك زيادة حصص التربية الفنية نظراً لأهميتها في التنفيس عن الطالب وزيادة مداركه.
8- لماذا لا تدرج مادة تعنى بقراءة الشفاة لفائدتها في تواصل الطالب مع مجتمعه.
9- لا أعلم حقيقة حرص التعليم الخاص في الخروج المبكر فما المانع من زيادة الحصص وتفعيل النشاط داخل المعهد وخارجه وذلك بزيادة حصتين يومياً تكون احداهما مثلاً للرياضة أو للفنية والأخرى للمكتبة ومشاهدة أفلام تخدم المسيرة التعليمية.
10- لماذا لا يكون هناك اهتمام بقسم السمعيات والكشف الدوري على السماعات فكثيراً من الطلاب نجد ان سماعاتهم لا تعمل أو رديئة ولكن المفهم أمامهم ان يلبسها الطالب على علاتها.
11- لماذا لا يعين بعض الطلبة الصم بعد تخرجهم كمساعدين في العملية التربوية حيث يقومون بمساعدة المعلم في توصيل المعلومة.
12- أتمنى ان يتم تزويد كل فصل بتلفزيون وفيديو وجهاز حاسب يساعد المعلم على توصيل المعلومة حيث ان للصورة أثرها لدى الأصم عكس ما يجري الآن حيث اكتب هذا الموضوع مرتين أو أكتبه ثلاثاً وهكذا؟!
13- هذه نقطة مهمة جداً أرجو الآخذ بها الا وهي اختيار المعلم المناسب وتطويره دورياً فليس كل من تخرج من التربية الخاصة مؤهلا للتدريس بل ان بعضهم يتململ من تدريس الصم وكأنه مجبر على هذا العمل ويشتكي من نصابه البالغ في أقصى حالاته ثماني عشرة حصة وفي كل فصل من ثمانية طلاب الى عشرة!!؟؟
14- أرجو وأتمنى ان يكون هناك متابعة مستمرة من لدن مشرفي التربية الخاصة "أرجوا ان لا يؤاخذونا فسوف نتعبهم في الخروج والدخول من الحي الدبلوماسي" ولا بأس من عقد اجتماع مع المعلمين وأولياء أمور الطلاب والطلاب.
15- سبق ان كتبت مقالا سابقا عن مناهج الصم قبل ثلاث سنوات وكتبت عن منهج الرياضيات وأذكر أنه في درس النقود كانت توجد العملة التي طبعت في عهد المغفور له بإذن له الملك فيصل والتي كانت على وقتي وأنا طالب في الابتدائي وعمري الآن أربعون سنة؟؟! الشاهد في الموضوع أنني اتصلت بالدكتور ناصر الموسى والذي لم يصدق ان هذا موجود بالمنهج ووعدني بالاتصال وإلى الآن انتظر.
16- لماذا لا يستفاد من الأكاديميين ومن الخبرات الجيدة من الصم أنفسهم لوضع مناهج توافق ميولهم واحتياجهم.
17- يجب إعادة الطباعة كل فترة مع الأخذ بالاعتبار المتغيرات في حياتنا اليومية ولتكن كل خمس سنوات على الأكثر.
18- لاحظت في السنوات الأخيرة وجود أنواع كثيرة من الاعاقات تم دمجها مع طلاب معهد الأمل وهذا قرار يبدوا لي غير سليم فماذا يستفيد طالب اصم من طالب يعاني من نسبة تخلف عقلي والعكس صحيح.
19- أرجو وضع فسحتين للطلاب مع تحديد المدة بأن لا تقل عن ربع ساعة للواحدة "على الأقل حاكوا التعليم العام ولو في الفسح".
هذا وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

الخميس 25 شعبان 1423العدد 12550