الانتباه- صعوبات في الانتباه - أنظمة ضبط الانتباه – مؤشرات مشكلات الانتباه
الانتباه- صعوبات في الانتباه - أنظمة ضبط الانتباه – مؤشرات مشكلات الانتباه
أساسيات الانتباه:
يشير الانتباه إلى قدرة المخ على استيعاب كل المثيرات المحيطة، ثم تصنيفها وترتيب المعلومات باعتبارها ملائمة أو غير ملائمة، ثم تركيز العقل على شيء واحد. أما بالنسبة لطفل صغير، فإن انتباهه للمدرس يعني التخلص من كل المثيرات الخارجية سواء أكانت صادرة من زملائه داخل الفصل، أو غير ذلك من ضوضاء أو مشتتات من خارج الفصل؛ وذلك ليتمكن من الانتباه للمدرس.
وقد قامت الأوساط النفسية والطبية بتحديد مجموعة من الضوابط لتشخيص المشكلات المزمنة للانتباه تحت اسم "اضطرابات النشاط المفرط وقصور الانتباه" (ADHD). وبالرغم من وجود الكثير من الجدل حول هذا المصطلح واستخدامه في التشخيص، إلا أنه يمكن القول بأن توجهات التعامل مع مشكلات الانتباه كثيرة و متعددة.
ولعل تعدد الآراء و اختلافها إنما يرجع جزئيا إلى أنه بالرغم من أن الانتباه يبدو للوهلة الأولى كعملية منفصلة، إلا أنه في واقع الأمر عبارة عن عملية عصبية-معرفية. ولتنظر إلى المثيرات المحيطة بك و أنت تقرأ هذه الجملة، فربما يكون هناك ضوضاء خارجية، أو محادثة قريبة منك، أو رائحة طعام، أو شعور بالجوع، أو مشتتات في مدى رؤيتك، أو أفكار حول أشياء تود القيام بها، أو حوارات أو أحداث لا تزال في ذهنك. والآن لنتخيل موقف آخر كالاستماع إلى محاضرة أو درس أو مشاهدة فيلم مثلا، فكلنا قد تعرض إلى تشتت انتباهه من وقت لآخر في هذه المواقف. ولكن ماذا لو كان البقاء منتبها بمثابة تحد لك؟ وهذا هو ما يعاني منه بعض الطلاب بالفعل، فهم غير قادرين على الانتباه مهما حاولوا.
ويصف الأشخاص الذين يعانون من مشكلات انتباه مزمنة حياتهم بأنها خليط متنافر من المشتتات البصرية والسمعية لا يستطيعون فيه التمييز بين الأهم و الأقل أهمية. فالأصوات المحيطة بهم تستلزم درجة من الانتباه تتساوى مع الالتفات لمجموعة من التعليمات الهامة.
و لعل "قصور الانتباه" هو المصطلح الأكثر شيوعا واستخداما عند الإشارة لمشكلات التعلم، الأمر الذي يعتبر واحدا من أكثر الأخطاء التشخيصية شيوعا. فبالرغم من توافر العديد من المعلومات حول (ADHD) في المدارس، إلا أن التركيز على"قصور الانتباه" قد يتسبب في إهمال كلا من الوالدين و المدرسين لبقية مشكلات التعلم الأخرى. وهنا يقترح دكتور ديفيد يوريون، مدير مركز علم الأعصاب وقصور التعلم بمستشفى بوسطن للأطفال، أن يقوم الآباء و المدرسون بفحص أية تناقضات عند الطفل. فمثلا إذا كان الطفل يعاني من مشاكل في التركيز و الانتباه في فرع محدد من الفروع دون غيره، فإنه قطعا لا يعاني من قصور في الانتباه كواحدة من مشكلات التعلم. فنسبة محدودة من الأطفال ممن يعانون من مشكلات تعلم يعانون من انهيار معرفي-عصبي للانتباه.
ففي حالة معاناة طفلك من مشكلات الانتباه في أي من الفروع التالية، فعليك بزيارة الموقع الإلكتروني الخاص به: 1) القراءة (ملف القراءة) 2) الكتابة (ملف الكتابة) 3) الرياضيات (ملف الرياضيات)
صعوبات في الانتباه:
بالرجوع إلى الدليل الإحصائي التشخيصي للاضطرابات العقلية،الطبعة الرابعة، وذلك بوصفه مرجعا موثوقا فيه، و تنشره جمعية علم النفس الأمريكية؛ يوجد العديد من الأنماط السلوكية التي تشير إلى الإصابة ب (ADHD) مثل: فقدان التركيز، النشاط الزائد،الاندفاعية( الصعوبة في السيطرة على تصرفات الفرد).
و هنا يمكن استعراض مؤشرات فقدان الانتباه كما وردت في الدليل الإحصائي التشخيصي:
-التشتت بسهولة لأية أصوات أو مناظر لا علاقة لها بالموضوع. -عدم القدرة على الانتباه للتفاصيل و ارتكاب أخطاء تنم عن الإهمال و اللامبالاة. -عدم اتباع التعليمات بدقة إلا نادرا. -فقد الأشياء أو نسيانها كالأقلام و الكتب و الأدوات و اللعب.
مؤشرات النشاط المفرط والاندفاعية:
-الحركة الزائدة، مع تحريك كل من الأيدي و الرجلين و بقية أجزاء الجسم. -الجري، أو التسلق، أو مغادرة المقعد في وقت الجلوس أو حينما يكون التصرف بهدوء أمرا مطلوبا. -الاندفاع سريعا بالإجابات من قبل الاستماع للسؤال كاملا. -صعوبة الانتظار في طابور أو الانتظار حتى يأتي دوره.
و لأن الجميع قد تظهر عليه هذه الأعراض من وقت لآخر، فإن الدليل الإحصائي التشخيصي يحتوي على إرشادات معينة لتحديد متى تكون هذه الأعراض دليلا على المعاناة من(ADHD) فلابد من ظهور هذه السلوكيات قبل سن السابعة، و أن تستمر على الأقل مدة لا تقل عن ستة أشهر. ولابد أن تتسبب هذه السلوكيات في إعاقة حقيقية في جانبين على الأقل من جوانب شخصية هذا الشخص مثل المدرسة، المنزل، العمل، أو المحيط الاجتماعي. فعلى سبيل المثال الطفل الذي يعاني من مشكلات الانتباه في الأعمال المدرسية بينما لم تتأثر علاقته بزملائه، لا يمكن أن تشخص حالته على أنها "اضطرابات النشاط المفرط وقصور الانتباه" (ADHD. أو طفل يعاني من حالة من النشاط المفرط في المدرسة، و لكنه يتصرف بشكل طبيعي فيما عدا ذلك.
ويلعب التشخيص المناسب دورا رئيسا في تقديم الأدلة على حقيقة ما يعاني منه الطفل، وتوجيه الآباء و المدرسين إلى التصرف بالطريقة الملائمة. وهنا يقوم دكتور ميل ليلفين و عدد من الباحثين بتطوير تصور عن عمل المخ ووظائفه والتي تصب في الانتباه، وأنواع العلاجات التي تنجح مع بعض الطلاب. ويقول دكتور ميل ليفين بأن الانتباه يتركب من ثلاث أنظمة تحكم: الطاقة الذهنية، المعالجة، والإنتاج. بعض الأطفال يعاني من مشكلات في هذه الأنظمة الثلاثة معا, بينما قد يظهر البعض الأخر تفاوتا في القوة والضعف من نظام لأخر .
أنظمة ضبط الانتباه 1) الطاقة الذهنية 2)المعالجة 3) الإنتاج
1) الطاقة الذهنية: يقوم هذا النظام بضبط وتوزيع الطاقة اللازمة للمخ ليستوعب المعلومات ويفسرها وينظم السلوك. ومن هنا فإن الأطفال الذين يعانون من عدم كفاءة عمل الطاقة الذهنية عندهم، فهم سرعان ما يصابون بالإرهاق الذهني لمجرد محاولتهم التركيز، أو قد يعانون من مشكلات تتعلق بقدرتهم على الاحتفاظ بالطاقة الذهنية اللازمة لأفضل معدلات للتعلم و السلوك.
ويوجد أربعة ضوابط أو مقاييس للطاقة الذهنية. 1. الأول فهو اليقظة وهو عبارة عن حالة ذهنية يستطيع فيها الطفل الاستماع إلى المعلومات أو مشاهدتها بصورة ممتازة. ومن ثم فإن الأطفال الذين يعانون من مشاكل في اليقظة يبدون في حالة من أحلام اليقظة. 2. الضابط أو المقياس الثاني للطاقة الذهنية فهو التوازن ما بين النوم الاستيقاظ. ويؤثر هذا الضابط على القدرة على النوم بعمق أثناء الليل ليصبح الفرد على درجة كافية من اليقظة أثناء النهار. وبالنسبة للأطفال ممن يعانون من مشكلات في النوم والاستيقاظ، فإنهم قد يجدوا صعوبة في الاستغراق في النوم ليلا أو ينامون بصورة غير جيدة. وبالتالي فسيجدون صعوبة في الاستيقاظ صباحا، فيبدون متعبين داخل الفصل. 3. الضابط الطاقة الذهنية الثالث فهو المجهود الذهني الذي يبدأ بإرسال الطاقة و يحافظ على تدفق الطاقة التي يحتاجها الطفل لبدء المهام والعمل بها و إتمامها. ويلعب المجهود الذهني دورا هاما خاصة عند قيام الطفل بعمل غير ممتع أو لا يثيره شخصيا. ويمكن تقسيم المهام إلى أجزاء صغيرة يمكن للأطفال ممن يعانون من صعوبة في المجهود الذهني من إتمامها. 4. الضابط الرابع للطاقة الذهنية هو اتساق الأداء لضمان تدفق ثابت للطاقة من لحظة لأخرى و من يوم لآخر. و الأطفال الذين يعانون مشكلات في ثبات الأداء لا تظهر عليهم الآثار طول الوقت، فأحيانا قد يستطيعون التركيز والأداء بصورة جيدة.، ولكنهم لا يستطيعون ذلك في أحيان أخرى. فمن المستحيل التنبؤ بسلوكيات الطفل أو تصرفاته.
2)المعالجة:
أما النظام الثاني لضبط الانتباه فهو نظام المعالجة الذي يساعد الطفل على اختيار، وتجهيز، والبدء في تفسير المعلومات الوافدة. ولذلك فإن الأطفال الذين يعانون من صعوبات في نظام المعالجة قد يواجهون بعض المشكلات المتعلقة بتنظيم استخدام المعلومات الوافدة للطفل.
ويوجد خمس ضوابط لنظام المعالجة. 1. الأول هو محدد الأولويات، والذي يشتمل على تحديد أي المعلومات الوافدة أكثر أهمية من غيره. وعليه فنجد الأطفال الذين يعانون من مشكلات في هذا الضابط فإنهم يتشتتون بأشياء لا علاقة لها بالموضوع، في حين أنهم لا يلتفتون للمعلومات المهمة المقدمة إليهم. 2. الضابط الثاني لنظام المعالجة فهو ضابط معالجة العمق والتفاصيل والذي يتحكم في كيفية تركيز الأطفال على بيانات غاية في التفصيل و الدقة. فهو يمكنهم من التركيز بعمق كاف للتعرف على التفاصيل المهمة و تذكرها. 3. الضابط الثالث فهو ضابط التنشيط المعرفي وفيه يتم الربط بين المعلومات الجديدة والقديمة—التي يم تعلمها من قبل—وذلك من خلال المعارف والخبرات السابقة. فالأطفال غير القادرين على معالجة البيانات بمثل هذه الطريقة فهم لا يستطيعون الرجوع للمعلومات السابقة لمساعدتهم على فهم المعلومات الجديدة. في المقابل، هناك بعض الأطفال تتسم عندهم هذه المعالجات بنشاط زائد يذكرهم بكم كبير جدا من المعلومات القديمة بما يحول دون قدرتهم على التركيز ة الانتباه. 4. الضابط الرابع فهو الاحتفاظ بالتركيز والذي يتيح للطفل التركيز على المعلومات الهامة لفترة مناسبة من الوقت. وكما توضح دكتورة ليفين أن الأهمية لا تكمن في "مدى الانتباه" بقدر ما في مقدار التوافق بين طول الفترة الزمنية والمستهدف المطلوب تذكره. فبعض الأطفال الذي يركزون لفترة طويلة على بعض الأشياء قد يركزون لفترات أطول على أشياء أخرى. 5. الضابط الخامس و الأخير فهو ضابط الإرضاء أو الإشباع وفيه تظهر قدرة الطفل على تخصيص قدرا كافيا من الانتباه لتلك النشاطات والموضوعات التي على درجة متوسطة أو منخفضة من المتعة. ويطلق على هؤلاء الأطفال مجازا " أطفال نهمون" يصعب إرضاءهم وذلك لكل الأطفال الذين من ضعف في ضابط الإشباع فهم لا يركزون إلا على الأمور التي تثيرهم فقط بالدرجة الكافية.
3) الإنتاج:
أما النظام الثالث للتحكم في الانتباه فهم الإنتاج، و الذي يتحكم في المخرجات السلوكية و الاجتماعية و تلك المتعلقة بأداء الطفل المدرسي. فالأطفال الذين يعانون من مشكلات في ضابط الإنتاج يواجهون صعوبات متعلقة بتنظيم المخرجات الأكاديمية المدرسية و السلوكية. فقد يقومون بأداء الأعمال بصورة سريعة للغاية دون التفكير أو التخطيط أو مراجعة النتائج.
ويجد ضمن هذا النظام خمسة ضوابط. : 1. الأول فهو ضابط المراجعة ويشتمل على النظر في أكثر من عمل ورد فعل مع توقع النتيجة المحتملة لاختيار بعينه. والأطفال الذين يواجهون صعوبة مع ضابط المراجعة قد يتسرعون في القيام ببعض الأعمال و الأنشطة ويتصرفون بسرعة كبيرة دون دراسة نتيجة ذلك. 2. الضابط الثاني للإنتاج فهو التيسير والمنع أو الكف ، وهو عبارة عن القدرة على الضبط و السيطرة وعدم التسرع في التصرف، مع دراسة البدائل المتعددة واختيار أفضلها قبل التصرف أو البدء في عمل ما. لذلك فالأطفال الذين يعانون من مشكلات مع ضابط التيسير والمنع، فإنهم عادة ما يتصرفون باندفاعية، ويبدو الأمر أنهم يندفعون وراء أول خاطرة تلوح لهم. فعلى سبيل المثال نجدهم ممن يندفعون بالإجابة عن الأسئلة داخل الفصل قبل أن يطلب منهم ذلك. 3. الضابط الثالث فهو القياس أو تحديد السرعة والذي يعني القيام بالمهام و الأنشطة في أسرع وقت ممكن. وعادة تظهر صعوبات ضبط السرعة عند الأطفال أثناء القراءة. فقد تزداد سرعة قراءتهم بصورة كبيرة لدرجة أن يتخطوا بعض الكلمات أو أن يجدوا صعوبة في قراءة الكلمات متعددة المقاطع و الطويلة نسبيا، بالإضافة إلى ضعف فهم لما قرءوه. 4. ضابط الإنتاج الرابع فهو المراقبة الذاتية والذي يسمح للأطفال بتقييم ما يقومون به أثناء أدائهم وبعد إنهائهم للمهام المختلفة. فهذا الضابط يتيح للطفل تنظيم انتباهه وتعديل سلوكه. 5. الضابط الخامس و الأخير فهو القابلية للتدعيم والتعزيز و الذي يسمح للأطفال باستغلال معارفهم وخبراتهم السابقة لتوجيه السلوك الحالي. وعادة ما تمكن هذه القدرة—والتي تتم بأثر رجعي—الأطفال من استغلال المعلومات و الخبرات السابقة لتوجيه قراراتهم وسلوكياتهم.
الأسباب: بالرغم من أن العلماء لا يعلمون سوى القليل عن مسببات "اضطرابات النشاط المفرط وقصور الانتباه" (ADHD)، إلا أن الأبحاث تقترح أن تكون أسباب هذه الاضطرابات بيولوجية. الأمر الذي يعني أن الأشخاص الذين يعانون من (ADHD) لديهم مشكلات كيمائية أو خلقية في المخ مما يحول دون قدرتهم على التركيز أو التخطيط مقدما أو إتمام المهام المطلوبة منهم إلى غير ذلك.
وقد أوضحت الدراسات بوجود اختلافات تركيبية ووظيفية مخ الأطفال المصابين ب (ADHD) وذلك بالمقارنة بنظرائهم من الأطفال الذين ينمون بصورة طبيعية. وقد توصلت واحدة من الدراسات إلى صغر مناطق عديدة بالمخ (كالقشرة قبل الأمامية،العقد العصبية القاعدية، والمخيخ) عن نظيراتها عند الأطفال الطبيعيين.
وبالمثل فقد أوضحت دراسة أخرى أجريت على الأطفال المصابين ب(ADHD) بأنهم على درجة أقل من النشاط في مناطق بالمخ تسيطر على الانتباه والحركة والنشاط الاجتماعي. وقد تعزى معدلات النشاط الأقل هذه إلى مشكلات تركيبية في المخ – كغياب وجود الموصلات العصبية—أو اختلافات كيميائية بين الأطفال المصابين و الأصحاء.
ويعتبر مركب الدوبامين—أحد المركبات العصبية الناقلة—واحدا من المركبات الكيميائية الهامة التي تفرزها خلايا المخ و الذي ثبتت علاقته"باضطرابات النشاط المفرط وقصور الانتباه"((ADHD. فمركب الدوبامين هذا—باعتباره حاملا كيميائيا—يحفز وظائف المخ عامة بما فيها الانتباه. وقد أثبت الباحثون أن المستقبلات بالمخ عند الأشخاص المصابين ب(ADHD) والتي تستجيب لمركب الدوبامين في الظروف الطبيعية، لا تعمل بصورة جيدة، وذلك إما لأن المخ لا يفرز الدوبامين بكميات كافية أو أنه يقوم بإعادة امتصاص المركب فور إفرازه. ويرى كثير من الباحثين أن الأدوية المحفزة كالريتالين قد تساعد في إفراز المزيد من الدوبامين.
ولسوء الحظ لا يزال هناك الكثير لم يتم اكتشافه ومعرفته بعد، ففي الوقت الذي أثبت الباحثون وجود اختلافات تركيبية وكيميائية في المخ عند الأطفال المصابين ب (ADHD) والأطفال الأصحاء، فإنهم لا يزلون عاجزين عن اكتشاف مسببات هذه الاختلافات بالمقام الأول.
وبالرغم من وجود دليل واضح على أن بعض الأطفال قد أفادوا من الأدوية مثل الريتالين، إلا أن ذلك لم يكن مناسبا مع أطفال آخرين—ولعل ذلك أمرا طبيعيا في ظل الغموض الذي يحيط بمسببات الاضطرابات.
مؤشرات مشكلات الانتباه
من المفاهيم الخاطئة والتي تشيع عن الأطفال الذين يعانون من مشكلات انتباه أنهم لا ينتبهون على الإطلاق. ولكن ذلك غير صحيح، فالأطفال قد ينتبهون إلى كل شيء و لكن المشكلة تكمن في صعوبة تحديد أي الأشياء يركزون عليها مع الاحتفاظ بانتباههم. وبما أن الانتباه عملية عصبية-معرفية، فهناك العديد من الجوانب التي تشير إلى أوجه المعاناة مع الانتباه.
ولنكن على استعداد لمواجهة التالي: 1)الطاقة الذهنية: فالطالب: -يواجه صعوبة في التركيز، وقد يشكو من الإرهاق أو الملل. -يبدو أنه لم يحصل على قسط كافي من النوم و الراحة أثناء الليل. -يظهر تذبذبا واضحا في مستوى أداءه والذي يؤثر بدوره على كم وكيف الأداء. -يظهر نشاطا مفرطا ويتململ بعصبية وخاصة إذا ما اضطر للجلوس والاستماع لشيء.
2)المعالجة: فالطالب: -يقوم بمعالجة القليل جدا أو الكثير جدا من المعلومات دون التمييز بين المهم و الأقل أهمية. -يركز إما بعمق شديد أولا يركز سوي بسطحية شديدة على المعلومات المقدمة أمامه. -يجد صعوبة في الربط بين المعلومات الجديدة مع التي يعرفها بالفعل. -لا ينتبه إلا للمعلومات المثيرة و الشيقة أو النشاطات المحفزة. -لا يركز سوى لفترات قصيرة للغاية. -يجد صعوبة في تحويل تركيزه من مادة أو نشاط معين إلى نشاط آخر.
3)الإنتاج: الطالب: -لا يستطيع مراجعة النتائج المترتبة على قول أو تصرف ما، ما لا يستطيع التنبؤ بنتائج النشاطات و المهام. -يواجه صعوبة في إيجاد الأسلوب الصحيح لإتمام مهمة ما. -لا يراقب جودة العمل أو مدى كفاءة الأساليب المتبعة. -لا يحسن استغلال التجارب السابقة من نجاح أو فشل لتوجيهه في المواقف الحالية. -لديه استعداد أن يؤدي بعض الأعمال ببطء شديد وأخرى بسرعة شديدة. -لا يمتلك القدرة على تقدير الوقت اللازم لإتمام عمل ما، وغير قادر على تنظيم هذا الوقت.
ويجب مراعاة أنه في حالة ظهور أيا من هذه المشكلات بصورة غير منتظمة أو في أحد المواد الدراسية دون المواد الأخرى، فإن ذلك قد يشير إلى نوع آخر من مشكلات التعلم. فإذا ما كان الأطفال يجدون صعوبة في القراءة فإن ذلك قد يكون بسبب مشكلة أخرى في الأعصاب من شأنها أن تعوق قدرة الطفل على فهم الكلمات، مما يصعب عليه التركيز أو البقاء منتبها.
العلاج - من أين نبدأ؟
1)التعاون بين المنزل والمدرسة. 2)التواصل بين الآباء والمدرسين. 3)التحدث مع الأبناء حول الانتباه و التركيز.
1)التعاون بين المنزل و المدرسة:
قد تؤثر صعوبات الانتباه على كافة نواحي الحياة وبصورة كبيرة. ومن هنا يلعب الحوار الصريح والمتواصل بين الآباء و المدرسين دورا غاية في الأهمية لمساعدة ودعم الطفل الذي يعاني من مشكلات الانتباه. فالاحترام المتبادل و الحوار المفتوح من شأنه أن يقلل من حدة التوتر، ويمكن الوالدين و المدرسين الاستفادة من خبرات كل طرف و معرفته بالطفل وذلك من جوانب مختلفة. فالتنسيق بين الآباء و المدرسين و الأطفال أنفسهم سوف يساعد على الوصول لأفضل الوسائل لكيفية التعامل مع هذه المشكلة.
2)التواصل بين الآباء والمدرسين:
عند الشك في معاناة طفلك من مشكلة انتباه، فعليك بتحديد موعد مع مدرس الطفل في أقرب وقت لتبادل المعلومات عن حالة الطفل. وإليكم بعض نقاط النقاش التي يمكن الحديث عنها:
o أطلع مدرس الطفل على ملاحظاتك فيما يخص خصائص انتباه الطفل وذلك لتحديد أبعاد المشكلة. ما هي مظاهر المشكلة عند الطفل؟ ما هي أنظمة التحكم التي تعاني من مشكلة؟ هل المشكلة موجودة مع نظام الطاقة الذهنية أم المعالجة أو الإنتاج؟ يمكنكم الرجوع إلى قائمة المؤشرات. o ولتتذكر السؤال عن معلومات تتعلق بجوانب أخرى كجانب اللغة و الذاكرة، وذلك لأن مشكلات الانتباه غالبا ما تغطي على مشكلات أخرى للتعلم. o التعرف على مواطن قوة و ضعف الطفل بالإضافة إلى اهتماماته ومناقشتها، وذلك من أجل استغلالها لتحسين قدرات الطفل على التركيز. فكيف يمكن استخدام قراءة الكتبـ أو كتابة تقرير أو رسم لوحة عن موضوع ذي أهمية بالنسبة للطفل أن يساعده على الإبقاء على تركيزه؟ وهل قام الأطفال بمراقبة انتباههم تجاه الموضوعات المثيرة بالنسبة لهم؟ o مناقشة الأساليب الممكنة: فلتقررا الأساليب التي أثبتت نجاحها في التعامل مع الطفل و تلك التي لم تنجح. هل هناك بعض الأفكار التي قد تنجح؟ ما هي الطرق التي قد تنجح في التعامل مع الطفل في كل من المنزل و المدرسة معا؟ مثل النظر على الطفل مباشرة و لمسه للإبقاء على انتباهه. o مناقشة الخطوة التالية المناسبة: فليكن هناك خطة للنقاش المستمر و العمل المتواصل لحل المشكلة، ومعرفة كيف سيتم تبادل الطرفين لتطورات الموقف أولا بأول.
عند تحديد مشكلة الانتباه يجب عمل الآتي: o جمع المزيد من المعلومات عن الانتباه ومشكلاته من المتخصصين و من الكتب و من مواقع الإنترنت المختلفة. o طلب المساعدة من الزملاء و الآباء ذوي الخبرة و الجمعيات المتخصصة. o التنسيق مع أخصائي التعلم أو مسئول التعليم الخاص لمتابعة الطفل ومعرفة أفضل الطرق لمتابعته في المنزل. o استغل فرص عرض الطفل و علاجه عند ممارسين متخصصين وذلك عن طريق مساعدة طبيب الأطفال إذا أمكن.
3) الحديث مع الطفل عن الانتباه:
من المتوقع أن يستخدم الأطفال قدراتهم على الانتباه للنجاح في المدرسة، و السيطرة على تصرفاتهم، والتعامل مع الآخرين بصورة جيدة. لذلك نجد الأطفال ممن يعانون من مشكلات في الانتباه قد يستسلمون و يعتبرون أنفسهم فاشلين، في حين قد يحدث بعض المضاعفات السلوكية المرتبطة بالانتباه.
ويقترح دكتور ميل ليفين استخدام أسلوب يطلق عليه "إزالة الغموض" و الذي يتم من خلاله عقد مناقشة مفتوحة مع الكبار لمساعدة الأطفال على إدراك اختلافهم وفهم ذلك، والتأكد من أنهم كغيرهم لهم نقاط قوة و نقاط ضعف. وتؤدي هذه العملية إلى شعور بالتفاؤل بأن الأطفال والكبار يتعاونون من أجل هدف مشترك، وأنه يمكن التعامل مع هذه المشكلات وحلها. وإليكم بعض المقترحات التي قد تساعد الآباء والمدرسين و متخصصي التعلم في العمل معا لإزالة الغموض عن مشكلات الانتباه عند الأطفال:
o القضاء على الشعور بالحرج: ساعد طفلك على العثور على مواطن قوته، ولتستخدم الأمثلة الحية الملموسة، ولكن تجنب المديح المزيف. أكد لطفلك أن لا أحد يلومه، و أنك تعلم أنه يحتاج فقط لبذل مزيد من المجهود عن أقرانه من أجل التركيز. اشرح لطفلك أن الأطفال يختلفون فيما بينهم في قدراتهم على التركيز. طمئن طفلك بأنك ستجد طرق لمساعدته على التركيز بصورة أفضل. تستطيع أيضا أن تشارك طفلك بحكاية أو حادثة قد حدثت لك شخصيا استطعت فيها التغلب على مشكلة تعلم أو خطأ محرج نتج عن تشتت انتباهك.
o مناقشة نقاط القوة و الاهتمامات: ساعد طفلك على إيجاد نقاط قوتهم. وكما سبق أن ذكرنا استخدم الأمثلة الحية الملموسة و تجنب المديح المزيف. تستطيع أن تلفت نظر طفلك أنه يستطيع تركيز انتباهه على الأنشطة المثيرة بالنسبة له كألعاب الفيديو. يمكنك تحديد الكتب و الألعاب و الأماكن أيضا التي من شانها أن تعزز من مواطن قوة طفلك و تنميها.
o مناقشة نقاط الضعف: استخدم لغة واضحة في توضيح أي جوانب الانتباه التي تحتاج إلى تطوير ومتابعة. فتستطيع أن تقول لطفلك بأنه يواجه صعوبة في التركيز على ما يقوله المدرس وذلك لأنه لا يقوم بصرف انتباهه عن الضوضاء بالخارج، في حين أن انتباهه كبير وهو جالس على جهاز الكمبيوتر. o o التركيز على الجانب المشرق: o ساعد طفلك على إدراك قدرته على التحسن. وضح له فرص النجاح بالمستقبل وذلك في ظل مواطن قوته. كذلك ساعد طفلك على استشعار سيطرته على معدلات تحسنه الدراسي وذلك بتشجيعه على أن يشعر بأنه مسئولا عن هذا التقدم. فالطفل الذي يعاني من مشكلات انتباه يستطيع أن يكون مسئولا عن أخذ فترات راحة، أو الاحتفاظ بقائمة متابعة، أو تحديد أهداف قصيرة المدى أمامه وذلك مع الوقت.
o تحديد شريك راعي: بأن تساعد طفلك على اختيار مدرس مفضل أو جار أو صديق للعائلة ليكون مشرفا خاصا عليه ليساعده ويشجعه. اشرح لطفلك أنه يستطيع مساعدة نفسه عندما يوضح للآخرين ما هي أفضل طريقة يتعلم بها. ويستطيع الأطفال الأكبر سنا شرح هذه الأساليب التي تصلح بالنسبة لهم، بينما الأطفال الأصغر لا يزالون في حاجة إلى مساعدة الكبار ودعمهم. ولتشجع طفلك على التعاون مع راعيه والمشرف عليه. o الحماية من الإهانات: ساعد طفلك على تدعيم شعوره باحترام الذات، وحافظ على كبريائه بحمايته من الإهانة فيما يتعلق بمشكلات الانتباه لديه. تجنب انتقاد الأبناء أمام الآخرين، ولا تطلب من طفل يعاني من مشكلة انتباه أن يجلس لمدة طويلة ليركز على أداء مهمة بعينها.
العلاج - ما الذي نستطيع عمله؟
مقترحات واستراتيجيات
يمكن استخدام المقترحات والاستراتيجيات التالية من أجل مساعدة الأطفال الذين يعانون من مشكلات في الانتباه. ويمكن ملاحظة أن العديد منها عبارة عن ترتيبات يمكنها التحايل على مشكلات الطفل عن طريق تقديم توجهات بديلة. فيمكن عرض الدروس وشرحها بطريقة أبطأ على سيبل المثال. أما الاستراتيجيات --ومعظمها مشتق من نتائج الأبحاث-- فهي مصممة لمواجهة نقاط الضعف. ويمكنكم الاختيار من بين المقترحات التالية ما تراه مناسبا لطفلك.
مقترحات عامة:
o السماح بفترات راحة أطول: كفترة الفسحة المدرسية مثلا، قد يكون ذلك مفيدا وبصفة خاصة مع تلاميذ المرحلة الابتدائية. o استخدام أساليب متنوعة للتدريس: كالتنويع بين الأساليب اللفظية و المرئية والعملية لتحسين التركيز. الانتقال بين المناقشات والقراءة والنشاطات العملية الجماعية. o التأكيد على المعلومات الهامة: لتهيئ الأطفال للمعلومات الهامة وتعدهم لذلك، ولتبطئ من سرعة تقديم المعلومات، كأن تتوقف لفترات قصيرة. كذلك يمكنك إبراز المعلومات الهامة عن طريق نبرة الصوت، ولتؤكد على المعلومات الأكثر أهمية و تشير إليها بوضوح. لتقوم بمراجعة و تكرار ما تم شرحه للطفل مرة أخرى مع تلخيص النقاط الهامة. o إتاحة الفرصة للتلاميذ لمناقشة الدرس فيما بينهم: فليتم اقتطاع بعض الوقت خلال الدرس لمناقشة التلاميذ فيما بينهم حول المعلومات أو المهارات التي يتعلمونها من هذا الدرس، كأن يتعرفوا على الأساليب التي يستخدمونها من أجل حل تدريب أو إتمام نشاط ما. o لتكن مدربا أو مدرسا خاصا: تحدث مع طفلك عن كيفية ترتيبك لجدولك الخاص مع التأكيد على النتائج الإيجابية للتخطيط. وليراجع معك الطفل ما قد أنجزه بالفعل.
استراتيجيات محددة: استراتيجيات محددة لكل من: ++الطاقة الذهنية. ++المعالجة ++الإنتاج
بعض الأفكار المقترحة: لتقرر الاستراتيجيات التي يمكن تجربتها عن طريق ملاحظة الطفل ومعرفة أفضل الطرق التي يتعلم من خلالها. o قد يستغرق الأمر محاولات عديدة من أجل الوصول إلى نتائج إيجابية عند تطبيق استراتيجية معينة. فلا داع لليأس سريعا. o إذا ما لم يحدث تحسن بعد استخدام بعض الاستراتيجيات، فلتجرب استراتيجيات أخرى. o ويمكن تطبيق معظم هذه الاستراتيجيات مع المراحل العمرية المختلفة.
الطاقة الذهنية:
o توفير مكان خاص لجلوس الطفل: ليجلس الطفل الذي يعاني من مشكلات في الانتباه في مكان قريب من المدرس. وليكن هناك اتصال عن طريق التقاء النظر بالعينين وذلك لضمان الإبقاء على الطفل منتبها. ترتيب مقاعد الأطفال بصورة دائرية أو في صفوف متوازية يتيح فرصة التواصل مع الطفل جسديا كما يتيح للطفل فرصة رؤية واضحة دون أي معوقات.
o إتاحة فترات راحة قصيرة متكررة: تلعب فترات الراحة دورا هاما وذلك أثناء أداء الأعمال أو بين المهام المختلفة وبصفة خاصة تلك التي تطلب تركيزا كبيرا—وذلك ليس لطفل واحد وإنما للفصل بأكمله. فأثناء الأنشطة، تتيح فترات الراحة القصيرة والمتعددة فرصة التحرك و التنقل للأطفال. فليتم تشجيع التلاميذ على الأنشطة التي تحتوي على حركة بناءة، مثل تجيع الأوراق أو مسح السبورة. أما بالمنزل، فلتسمح للطفل بفترات راحة تتراوح بين خمس أو عشر دقائق وذلك إما للاستلقاء أو اللعب وذلك عقب كل فترة عمل تصل مدتها إلى ثلاثين دقيقة.
o تشجيع النشاط البدني: يساعد بعض أنواع النشاط البدني على البقاء منتبها أثناء إلقاء الدروس بالفصل، وذلك مثل تحريك القلم أو تحريك الكرسي إلى غير ذلك. ولكن يشترط ألا تزعج هذه الحركات باقي التلاميذ أو تشتت انتباههم.
o إيجاد طرق لتبسيط المواد: استخدام النماذج التوضيحية والألوان لتيسير فهم الأفكار و الأنشطة المعقدة. ولتعد الأطفال إلى ما سيتم تقديمه، كأن تقول أنك ستقوم بعرض خمس أفكار، ثم قم بعرضهم على مراحل، وتأكد من فهم التلاميذ لكل فكرة قبل الانتقال للفكرة التي تليها. تستطيع استخدام التلخيص و النماذج التوضيحية إلى غير ذلك من الوسائل المساعدة لتقليل حجم الطاقة الذهنية اللازمة لاستيعاب المفاهيم و الأفكار المعقدة.
o إعداد الأطفال قبل سؤالهم في الفصل: لتعرف الأطفال مقدما بأنهم سيتم سؤالهم في الفصل. يمكنك أن تخبر التلميذ قبل بداية الحصة بأنك سوف توجه إليه السؤال الأول على سبيل المثال.
o الاحتفاظ بمذكرة أو سجل للأداء: ليتمكن التلاميذ من متابعة فترات تركيزهم أو مجهودهم. كما يستطيع التلاميذ إعداد رسوم لمتابعة التحسن في أدائهم.
o إتاحة الفرص للأنشطة الممتعة: يتم تخصيص مساحة داخل الفصل حيث يتمكن الأطفال من تعزيز مواطن قوتهم عن طريق استخدام أجهزة الكمبيوتر و الفنون وذلك لتحسين يقظتهم مع زيادة خبرتهم في ذلك المجال.
o استخدام الأقران كمصدر للطاقة: يتم ترتيب الأطفال في مجموعات من أثنين ،ليساعد كل منهم الآخر على البداية والاستمرار بنجاح، حيث يتبادل الطفلين الأدوار في حل المسائل الحسابية أو قراءة بعض النصوص.
o تحديد روتين شبه ثابت للنوم: تحدث مع طفلك حول أهمية تحديد ميعاد ثابت لنومه لضمان حصوله على قدر كاف من النوم. وفي حالة ما إذا واجه الطفل صعوبة في النوم يمكن استخدام الموسيقى كنوع من أنواع الأصوات التي تصرف الذهن عن أ،واع الضوضاء المشتتة.
o متابعة التذبذب في الأداء: احتفظ بقائمة للعوامل التي من شأنها أن تؤثر على طاقة الطفل الذهنية. ولتساعد طفلك على التعرف على الوقت والظروف التي يكون فيها أكثر تركيزا و انتباها. ولتدربه على كيفية التعامل مع هذا التذبذب واستغلاله على أفضل صورة.
المعالجة:
o إتاحة معلومات يمكن رجوع الطفل إليها عن نشاط ما: لتكتب النقاط الهامة والإرشادات على السبورة حتى يستطيع الأطفال الرجوع إليها كلما اقتضت الضرورة.
o التركيز على النقاط الهامة: درب الأطفال على تحديد الأفكار الهامة عن طريق استخدام الألوان و الخطوط، كأن يستخدم( اللون الأخضر للأفكار الرئيسية، و الأحمر للتفاصيل، والأزرق للمعلومات الأساسية).
o استخدام التكنولوجيا الحديثة: مثل الآلات الحاسبة، وشرائط الكاسيت، والكتب المسجلة صوتيا، وبرامج الكمبيوتر: كل هذه الأشياء من شأنها أن تساعد الطفل في التحكم في حجم المعلومات التي يقدم له، بالإضافة إلى معدل سرعة التقديم أيضا.
o توفير الأشكال التوضيحية و الخرائط والرسومات: وذلك من أجل مساعدة الطفل على مراجعة أهم النقاط بالدرس. لتطلب من الأطفال أن يقوموا باستكمال شكلا توضيحيا أو رسما للأفكار الأساسية بالدرس. يمكن استخدام الرسوم البيانية و التفصيلية لمساعدة الطفل على فهم أي المعلومات أكثر أهمية و لماذا.
o استخدام التلخيص وإعادة الصياغة: يطلب من الأطفال كتابة تلخيص للدرس باستخدام أسلوبهم الخاص، ولتقوم بمراجعة ذلك قبل بدء الدرس الجديد باستخدام صياغة جديدة.
o تشجيع استراتيجيات الاستماع و العمل على تنمية مهاراته: ليكن هناك استراتيجية واضحة للاستماع الإيجابي و الفعال، مثل استراتيجية FACT المأخوذة من بدايات حروف العبارات التالية (تركيز الانتباه،طرح الأسئلة، ربط الأفكار، محاولة تصور الأفكار الهامة).
o التركيز على مفاتيح المعلومات الهامة: يجب تعريف الأطفال بالكلمات أو العبارات التي تشير إلى المعلومات الهامة مثل: " التلخيص هو..."، " أهم الأسباب ..."، إلى غير ذلك من معلومات.
o التدريب على الانتقال من الجزئيات إلى الكليات والعكس: يجب تشجيع الأطفال على التفكير في التفاصيل أملا في الوصول إلى الصورة العامة، أو أن يبدءوا من الصورة العامة نزولا إلى التفاصيل.
o تشجيع التعاون بين الأطفال: رتب الأطفال في مجموعات بحيث تجمع بين الأطفال الذين يفضلون التركيز على التفاصيل مع الذين يفضلون التركيز على الصورة العامة. شجع الأطفال على الحديث عن عمليات التفكير المستخدمة في كل حالة.
o استخدام القراءة الخافتة:من الممكن بعد الانتهاء من شرح بعض المعلومات الهامة أن يطلب من الأطفال قراءة ذلك الجزء ى قراءة خافتة أكثر من مرة وذلك لتثبيت المعلومات. ولتوضح كيفية عمل ذلك لهم بالمثال العملي.
o الربط بين المعلومات الحديثة و القديمة: الحرص على التوقف أثناء تقديم المادة الجديدة لسؤال الأطفال عن علاقتها بمعلومات سبق لهم دراستها أو أن تكون لها علاقة بخبرات الأطفال.
o تقسيم المهام الكبيرة إلى أجزاء صغيرة: مساعدة الأطفال عن طريق التركيز على المعلومات الهامة عن طريق تقسيم الواجبات الكبيرة إلى أخرى أصغر يمكن التعامل معها بسهولة.
o تشجيع التواصل بالأعين و التكرار: تدريب الأطفال على النظر إلى الأشخاص الذين يتحدثون معهم. تذكير الأطفال بالنظر إلى من يتحدث إليهم، كأن يقول المدرس "انظروا إلي" كذلك شجع الأطفال على تكرار المعلومات و الشرح والتعليمات. على سبيل المثال يمكن للأطفال أن يكرروا التعليمات التي أعطيت لهم بخصوص الواجب المنزلي، وذلك للتأكد من قدرة الأطفال على الفهم و الاحتفاظ بالتعليمات.
o استخدام استراتيجيات الذاكرة: تعليم الأطفال استخدام أساليب كالتخيل لتدعيم عمق معالجة المعلومات. ومن أمثلة استراتيجيات الذاكرة: ربط المعلومات الهامة بصورة ذهنية من وحي تخيل الطفل، أو ذكر الأسباب وراء أهمية نقطة معينة، أو ربط المعلومات الحديثة بأخرى قديمة أو بجانب من جوانب اهتمام الطفل.
o مراجعة النقاط الأساسية بعد شرحها: الرجوع مرة أخرى إلى المعلومات الجديدة فور الانتهاء من شرحها سيحسن من عملية معالجة المعلومات، ويعمل على التأكد من استيعاب الأطفال للنقاط الهامة. في حالة الأطفال الأكبر سنا، يستطيعون تسجيل الدروس على شرائط كاسيت و الاستماع لها مرة أخرى بعد الانصراف من المدرسة.
o تعليم الأطفال طرق الاختبار الذاتي: تدريب الأطفال على طرح الأسئلة المحتملة على أنفسهم. وليتعلم الأطفال كيفية وضع الأسئلة الهامة عند قراءتهم للموضوعات التي درسوها.
o تحديد وقت معين وذلك لمتابعة معالجة الطفل للمعلومات: يطلب من الأطفال أخذ بعض الملاحظات بعد قراءة قطعة معينة وذلك لمدة تتراوح من خمس إلى عشر دقائق. ليكن هناك حدود وقتية لا يتخطاها الأطفال من ذوي النشاط المفرط، فليطلب منهم التوقف أو يعاد تكليفهم بمهمة أخرى.
o استخدام الصور التوضيحية: إرفاق بعض العبارات البسيطة أو الصور مع كتب الأطفال أو في أماكن جلوسهم لتنبيههم إلى معالجة المعلومات. كأن يكون هناك أسئلة لتلفت نظرهم إذا ما كانوا إيجابيين أو سلبيين في تفكيرهم في هذه اللحظة مثلا.
o تدريب الأطفال على تحديد أولوياتهم: ليعتاد الأطفال إتمام المهام الأكثر صعوبة عندما يكون قادرين على التركيز، ثم يحصلوا على فترة راحة قصيرة قبل البدء في مهمة أخرى.
o تعليم الحوار الداخلي مع ضرب المثال العملي على ذلك: تعليم الأطفال كيفية استخدام الحوار الداخلي أو التحدث مع أنفسهم وذلك عند أداء الأعمال التي تقدم لهم شعورا بالرضا. يجب أن يتعلم الأطفال التفكير في المكافآت التي قد تحفزهم للعمل وذلك عند هبوط حماسهم واهتمامه.
o إعطاء الإشارة عند الانتقال إلى مرحلة أخرى: عرف الأطفال متى سينتقلون إلى مهمة أخرى وذلك لتعديل انتباههم. على سبيل المثال، يمكنك القول أنه أمامهم خمس دقائق لوضع كتب الدراسات الاجتماعية جانبا و الاستعداد بكتب الرياضيات. ليكن هناك جدول بالأنشطة في مكان واضح يراه الأطفال.
o استخدام برامج الكمبيوتر و الألعاب: السماح للأطفال باستخدام ألعاب ذات علاقة بالمواد الدراسية وذلك لتحسين الانتباه، ثم اسألهم أن يقضوا نفس الوقت في الاستذكار.
الإنتاج:
o قدم نماذج لعمل الواجبات المدرسية مع مقاييس النجاح بها: ليكن هناك أمثلة واضحة على النماذج التي يجب تقديمها و ما يجب أن يكون عليه العمل النهائي. مكن تقديم نماذج من سنوات سابقة مع لفت انتباه التلاميذ إلى الجزئيات الهامة التي يجب مراعاتها. لكن احذر من مقارنة الطفل بغيره من زملاءه أو اخوته.
o إعطاء وقت كاف للتخطيط و الاستعداد: ليكن هناك خمس دقائق من الاستعداد والتخطيط قبل بدء العمل في مهمة ما. قدم الإرشادات اللازمة للتخطيط الفعال عند الحاجة.
o التدرج في أداء المهام: يطلب من الأطفال أن يقسموا المهام إلى خطوات، ثم يقوموا بكتابة هذه الخطوات و المراحل. تجمع الخطوات المختلفة لمهام المتعددة للاحتفاظ بها و الرجوع إليها عن القيام بأعمال أخرى.
o تقديم الإرشادات الخاصة بالمراقبة الذاتية: يتم تعريف الأطفال بإرشادات لمتابعة تقدمهم. على سبيل المثال، يمكن إخبار الأطفال بمراجعة سير الخطوات كل فترة ليتأكدوا من أنهم ما زلوا يسيرون وفق الجدول المقرر. كذلك يتم تشجيع الأطفال على متابعة إتمام المهام ، كأن يسأل الطفل نفسه ما هي الأجزاء المتبقية التي لم يكملها بعد؟
o توفير طرق للنجاح: في حالة عدم قدرة الطفل على وضع خطة واضحة، ليقم برسم خريطة توصله إلى النتيجة النهائية، وليكن هناك نقطة تفصل طريق النجاح عن طريق الفشل.
o استخدام الأساليب المجربة: ليكن هناك استراتيجية لكل سن محدد. فهناك استراتيجية لمراجعة واجبات الطفل الكتابية ومدى تطبيقه لقواعد الإملاء و الترقيم و النحو. يستطيع الطفل أن يضع بطاقة تذكره بخطوات الاستراتيجية. o التأكيد على أهمية التنظيم: ليحرص الأطفال على تجميع المواد التي يحتاجونها قبل البدء في عمل الواجبات الدراسية. فلابد من إرشاد الأطفال إلى أهمية ترتيب الكتب و الأدوات الدراسية حتى يسهل العثور عليها. يجب التأكيد على الدور الذي يلعبه التنظيم والتخطيط على إتمام الأعمال و المهام.
o مراجعة الأعمال قبل تسليمها: يجب أن يحرص الأطفال الانتظار بعض الوقت—يوم مثلا--قبل مراجعة تقرير أو موضوع قد كتبوه. فذلك الوقت يتيح للطفل القدرة على تحديد الأخطاء وإضافة المزيد من التفاصيل.
o التشجيع على التصحيح الذاتي: بعد تحديد معيار معين للنجاح وتصحيح الإجابات، يمكن السماح للطفل بتقييم أعماله وذلك قبل تسليمها. وفي حالة توافق تقييم الطفل مع تقييم المدرس، يمكن حصول الطفل على تقدير أعلى لنجاحه في التقييم الذاتي.
o تحديد الأهداف ورصد التقدم: ليضع الأطفال لأنفسهم هدفا قصير المدى مثل إتمام كل الواجبات المدرسية على مدار الأسبوع. قم بتسجيل تقدم الطفل تجاه تحقيق الهدف لياه بقية الأطفال. التسجيل الكتابي يكون له أثره الإيجابي مع بعض الأطفال.
o ممارسة التقييم: قد يستفيد الأطفال من تقييم المسائل الرياضية أو تجارب العلوم. يجب التأكيد على أهمية التقييم والفهم في حياتنا. مع توضيح كيفية التعرف على الإجابات الصحيحة.
o استخدام كتب التدريبات المدرسية : استخدام هذه الكتب مع احتفاظ الأطفال بقائمة التدريبات و الاختبارات التي يجب على الطفل إتمامها على المدى القصير والطويل. كذلك يمكن أن يقوم الأطفال بمتابعة كتب بعضهم البعض.
o استخدام المذكرات أو شرائط الكاسيت: ليتعرف الأطفال على الجوانب الإيجابية و الأخرى السلبية. شجعهم على التعرف الأساليب التي يمكن استخدامها لتحسين معدل انتاجهم. o عدم استخدام المكافآت أو المحفزات للسرعة الكبيرة: ابتعد عن استخدام تدعيم إيجابي لمن ينتهي أولا. حدد الوقت اللازم لإنهاء المهمة، وهو ما سيهدئ من سرعة شديدي السرعة، وفي الوقت نفسه سيحسن من سرعة البطيئين. o نظام مستمر للتغذية الراجعة: ليكن هناك نظام واضح وصريح أمام الأطفال يمكنهم من خلاله التعرف على الأفعال والتصرفات و الأعمال المقبولة دون غيرها. كذلك احرص على أن استخدام كلمات التشجيع عند نجاح الطفل في استخدام إحدى الاستراتيجيات بفاعلية، كأن تمتدح استعادته لتركيزه بعد فترة الراحة.
o الاستعانة بمشرف ليقوم بالعمل مع الطفل و متابعته طوال اليوم، واستخدام الأساليب البديلة، ومراقبة تقدم الطفل و تحسنه. لذلك يجب أن يكون شخصا موثوق فيه، يمكن الاعتماد عليه، وقد يكون من داخل أو خارج المدرسة..