ما شاء الله تبارك الله ماشاء الله لاقوة إلا بالله اللهم إني أسالك الهدى والتقى والعفاف والغنى
إحصائيات المنتدى | أفضل الأعضاء خلال الشهر | أحدث المشاركات | | |
أرسلت بتاريخ : 06\12\2012 | | | تـآريخ إنضمــآمي : 23/07/2012 | مُشـآركـآتي : 19058 | السٌّمعَة : 28 | | |
| المكفوفين والمباني
د. عبدالله بن زبن العتيبي - استشاري ضعف النظر الشديد والإعاقة البصرية
الاهتمام بالمعاقين واجب وطني وإنساني لكل فرد من افراد المجتمع وخاصة من حرموا إما كلياً أو جزئياً من نعمة الإبصار ألا وهم المكفوفون والمعاقون بصرياً بشكل جزئي. والفرق بين الفئتين واضح ، فالكفيف هو من حرم من نعمة الإبصار كلياً وأصبح يعتمد على غيره في أداء شؤونه الحياتية، أما المعاق بصرياً بشكل جزئي فهو من أصيب بانحسار كبير في قدرته البصرية إما خلقياً أو نتيجة لمرض ما أصاب العين مما جعله يعتمد اعتماداً كلياً على المساعدات البصرية في أداء عمله اليومي لكنه في نفس الوقت لم يفقد تماما حاسة الإبصار. وتشترك الفئتان في نوعية الخدمات والمساعدات التي تقدم لهم في جميع المجالات ومنها توفير الوسائل التي تساعدهم في أداء أعمالهم بسهولة عند ذهابهم إلى المصالح الحكومية والوزارات والجامعات.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل فعلا من اليسير على المعاق بصرياً بشكل جزئي أن يذهب إلى أي جهة حكومية كانت أو خاصة ويجد طريقه بسهولة ويكون فعلاً في مأمن من أي عائق مادي في طريقه ؟ الواقع أننا لو نظرنا حولنا نجد أن هناك الكثير من المصاعب التي تعترض طريق المعاق بصرياً في معظم الأماكن التي يحتاجها. وهنا لن أتحدث عن هذه المعوقات لأنها مشاهدة والكل يراها ويشعر بها .. لكن ما المفترض أن تكون عليه الأماكن التي يرتادها المعاق بصرياً حتى تسهل عليه الحركة وتوصله إلى هدفه بيسر وسهولة وبطريقة مريحة وآمنة بالنسبة له ؟ وهذا فعلاً قد تنبهت له مشكورة وزارة الشؤون البلدية والقروية حينما دعت وطالبت بأخذ احتياجات المعاقين عند تصميم أو منح تراخيص المباني(جريدة "الرياض"، العدد 12467 بتاريخ 3/6/1423ه). ولنبدأ أولاً بالمدخل الرئيسي والذي يجب أن يكون واضحاً جداً له بحيث يستطيع أن يميزه دون غيره من المداخل أما بوجود علامة بارزة عليه أو باتساعه الواضح وان يكون الوصول إليه سهلا وذلك بوجود ممر مائل (منزلق) تفاديا لما قد يسببه ارتفاع الرصيف عن الأرض من معوق مادي. عند الدخول إلى المبني من المفترض أن تكون المواقع واضحة جدا كالاستقبال والمصاعد والسلالم وألا تكون مخفية خلف زوايا ضيقة . ومن أفضل الوسائل لإظهار هذه الوسائل للمعاق بصريا هي بجعل لون مميز أمامها يكون مختلفا عن اللون السائد للممر أو الأرضية بحيث يعلم المعاق أن أمامه نافذة الاستقبال مثلا أو مصعد وبهذا نكون قد استغللنا خاصية حساسية العين للألوان المتنافرة وزدنا أيضاً من كمية التضاد الضوئي لها حتى نتفادى تساويه مع أرضيه المكان. وأصبحت الكثير من المباني الحديثة تتميز باستخدام الألوان للدلالة على شي معين. فاللون الذي أمام المصعد مثلاً يختلف تماماً عن اللون الذي أمام مخرج الطواريء ... وهكذا مما يساعد المعاق بصريا بشكل جزئي علي تحديد ماهية الموقع الذي امامه ويفرق بينه وبين المواقع الأخرى. أما بالنسبة للممرات وهي التي يسير فيها المعاق معظم وقته فيجب أن تكون ثابتة تماما في اتساعها في جميع أجزاء المبني وان لاتضيق فجأة دون وجود تنبيهات أو إيحاءات للمعاق بصريا. ومن الطرق المستخدمة للتنبيه هو وضع الأسنان المدببة على أرضية الممر عند الاقتراب من المنطقة التي تشكل اختلافا في شكلها عن باقي أجزاء الممر وكذلك استخدام المقبض الحديدي المثبت علي الجدار والقيام بتغيير شكله عند تغيير اتجاه الممر أو الاقتراب من مدخل أو مخرج أو باب للمصعد . ويعاني الكثير من المعاقين بصرياً وخاصة في الأسواق والمتنزهات من عدم معرفتهم بوجود سلم للنزول إلا عند الاقتراب منه أو تنبيه الآخرين لهم مما قد يسبب أخطاراً لهم جسدية كانت أو نفسية . وحلاً لهذه المشكلة من الممكن استخدام الأسنان المدببة على أرضية الممر لدلالة على الاقتراب من سلم النزول أو الاستعانة بالألوان وذلك بوضع خط طولي على الجدار يتدرج في لونه تبعاً للقرب من سلم النزول. قد يكون ما سبق بعض ما يحتاجه المعاق بصرياً بشكل جزئي داخل المباني الحديثة حتى يستطيع أن يقوم بواجباته كفرد من هذا المجتمع في قضاء شئون حياته بسهولة ... ولايخفي ذلك بالطبع على المتخصصين في مجال المعمار إلا أن مايشكل عائقاً لذلك هو الشكل الجمالي للمبنى وماقد تسببه هذه الاحتياجات والمتطلبات من بعض التشويه إلا أن هذا ليس عذرا منطقيا كون هذه الفئة تشكل نسبة ليست بالبسيطة في مجتمعنا وواجب علينا الاهتمام بها. ولانلقي باللوم فقط على المعماريين بل إن البلديات يجب أن يكون لها دور في وضع بعض الشروط الخاصة والمؤثرة التي تجعل من طريق المعاق بصرياً داخل هذه المنشآت سالكة وميسرة ولاتجعله يعتمد على غيره في كل شيء.
المعاقون بشكل عام يعانون من مشاكل مشتركة لا تتجزأ ولعل المعاق بصرياً يختلف عنهم وذلك لحاجته أكثر لبعض الاهتمام والمتابعة: o لا توجد الرعاية الطبية التأهيلية المناسبة للمعاقين بصرياً في معظم مستشفيات المملكة. o العيادات المختصة والتي تسمى (Low vision Clinics) لا توجد في مستشفيات المملكة. o لا توجد بيئة مناسبة للمعاقين بصرياً في الكثير من الأماكن العامة والتي قد يتعرض فيها المعاق إلى الكثير من الحرج واللجوء إلى الغير لقضاء احتياجاته. o يحتاج المعاق بصرياً إلى الكثير من الضروريات في تنقلاته اليومية وفي سفره: أ) في الأسواق لا توجد الخريطة المكبرة والتي تعتبر مهمة للمعاق بصرياً ليحدد مساره أو للاستدلال إلى بعض الأماكن التي يحتاجها مباشرة دون عناء. ب) ارتباط المعاق بصرياً بالمجتمع مهم جداً ولا يتأتى ذلك إلاّ عن طريق الوسائل الإعلامية وخاصة المقروء منها. لكن الملاحظ ان كل الصحف المحلية لا توجد أو لا تطبع نسخا ذات تكبير معين في الحروف يسهل علي المعاق القراءة مباشرة دون اللجوء إلى غيره أو باستخدام معينات بصرية قد لا تتوفر له (وقد توجد الصحف طريقة معينة لعمل ذلك.. بالاشتراك مثلاً حتى لا تطبع أعداد قد لا يستفاد منها). ج) لا تتوفر للمعاقين بصرياً خدمة الفواتير المكبرة (حرفياً) أو كشف الحساب ليتمكن من إدارة شؤونه بنفسه رغم ان خدمة الهاتف المصرفي حلت جزءاً كبيراً من هذه المشكلة. د) في السفر وخاصة الجوي يفتقد المعاق بعض الأشياء المهمة داخل الطائرة ومن أهمها المطبوعات الخاصة بالخطوط فجميع ما يوجد داخلها مطبوع بحروف صغيرة (قائمة الطعام، تعليمات السلامة، جهاز التحكم التلفزيوني) وهذا بالطبع إذا ما افترضنا ان المعاق لا يستخدم المعينات البصرية المناسبة له low vision clinics. هـ) الغلاء الواضح للكثير من المعينات البصرية والتي لا تمكن المعاق بصرياً من شرائها.
المشروعات المستقبلية : o توفير العيادات المختصة بالمعاقين بصرياً وامدادها بالكوادر الوطنية المؤهلة وتوفير المساعدات البصرية المدعومة تسهيلاً للمعاقين بصرياً ومساعدة لهم. o إقامة ناد محلي يجمع المعاقين بصرياً ويتحدث باسمهم ويمثلهم في الكثير من المناسبات الوطنية والعالمية. o المسارعة في عمليات دمج المعاقين بصرياً في المدارس الحكومية والتي تسير حالياً ببطء لما لها من فائدة كبيرة للمعاقين بصرياً سواء من الناحية النفسية أو الاجتماعية. o ربطهم بالمجتمع وتخصيص أماكن لهم في المنتديات العامة والثقافية وتسهيل المشاركة لهم بطرح أفكارهم حتى يتعرف المجتمع عليهم وعلى همومهم وآمالهم. o توفير المطبوعات المقروءة لهم وذلك بجعل جزء منها مطبوعا بطريقة الحروف المكبرة لتساعدهم على القراءة براحة تامة. o ضرورة توفير أجهزة الحاسب الخاصة بهم في الأماكن العامة والمكتبات الحكومية وإلزام هذه الأماكن بتوفيرها لهم.
د. عبدالله بن زبن العتيبي وكيل كلية العلوم الطبية التطبيقية للشؤون الأكاديمية أستاذ الاعاقة البصرية الاكلينيكية وضعف النظر الشديد المصدر : نادي - منتدى - البصريات السعودي
| | |
| مواضيع ذات صلة بـ هذا الموضوع | | | |
| تذكر قوله تعالى :َ ما يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ | | | |
لذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 19 ( الأعضاء 1 والزوار 18) | عضويتي |
تعليمات المشاركة | تستطيع إضافة مواضيع جديدة تستطيع الرد على المواضيع تستطيع إرفاق ملفات تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
| |
| |
| | |
| | |
|
|