مقدمة :
أكدت الكثير من البحوث التربوية خلال العقود الماضية على الدور الكبير للخبرات المبكرة عند الأطفال عموما بما فيهم المعاقين وأثبتت الكثير من البحوث أن مرحلة الطفولة المبكرة ( الست سنوات الأولى من عمر الطفل ) يتحدد خلالها الكثير من مسارات النمو , كما أكدت أيضا أن النمو لا يتحدد في ضوء أو نتيجة للعوامل الوراثية فحسب كما أن نسبة ونوع هذا النمو ليست ثابتة او محددة سلفا كما يضن البعض بل ان الخبرات سواء السلبية او الايجابية تترك آثار جوهرية على الاستعدادات وعلى النمو بوجه عام . (الحديدي,2002)
ومن المهم جدا الإشارة للدور المنوط بكل من له علاقة بالطفل في مرحلة الطفولة المبكرة خصوصا الأسرة كونها أول مؤسسة تربوية يتلقى فيها الطفل أبجديات الحياة بأجزائها المادية والمعنوية . كل هذا وغيره هو ما تحاول هذه الورقة مناقشته والعمل على سبر أغواره بأكبر قدر ممكن , خصوصا فيما يتعلق ببرامج الوقاية والتدخل المبكر الخاصة بالأطفال المعاقين بصريا .

فريق العمل....

الإعاقة البصرية

تعريفها :
حالة يفقد الفرد فيها المقدرة على استخدام حاسة البصر بفعالية مما يؤثر سلبا على ادائه ونموه .
من أكثر التعاريف المستخدمة حاليا تعريف بارجا (1976,Barraga) والذي ينص على أن الأطفال المعوقين بصريا هم الأطفال الذين يحتاجون الى تربية خاصة بسبب مشكلاتهم البصرية الأمر الذي يستدعي إحداث تعديلات خاصة على أساليب التدريس والمناهج ليستطيعوا النجاح تربويا. (الحديدي,2002)

تصنيفها :
يصنف الأطفال المعوقين بصريا من ناحية عملية الى فئتين هما:
1- فئة المكفوفين وهم اولئك الذين يستخدمون اصابعهم للقرائة ويطلع عليهم اسم قارئي بريل(Braille Readers) .
2- فئة المبصرين جزئيا (Partially Seeing) وهم اولئك الذين يستخدمون عيونهم للقراءة ويطلق عليهم ايضا اسم قارئي الكلمات المكبرة (Large-type Readers) .
ويميز التربويون عادة بين المكفوفين والمبصرين جزئيا ( ضعاف البصر ) حيث يعرف المكفوف تربويا بأنه الشخص الذي فقد قدرته البصرية بالكامل او الذي يستطيع ادراك الضوء فقط ( يفرق بين الليل والنهار ) ولذا فان عليه الاعتماد على الحواس الاخرى للتعلم , ويتعلم المكفوف القراءة والكتابة عادة بطريقة بريل . وعلى أي حال فالمكفوف لديه عادة شيء من القدرة البصرية او ما يسمى بالبصر الوظيفي (Functional Vision) .
أما ضعاف البصر (LOW Vision) فهم الأشخاص الذين يعانون من صعوبات كبيرة في الرؤية البعيدة (Distance Vision) والذين لا يستطيعون رؤية الاشياء عندما تكون على بعد امتار قليلة منهم . هؤلاء الأشخاص يعتمدون كثيرا على الحواء الأخرى للحصول على المعلومات حيث أنهم لا يرون إلا الأشياء القريبة منهم فقط . (الحديدي, 2002)
التعريف التربوي للإعاقة البصرية :
1- المكفوف :
يتعلم من خلال القنوات اللمسية أو السمعية .
2- ضعيف البصر :
لديه ضعف بصري شديد بعد التصحيح ولكن يمكن تحسين الوظائف البصرية لديه .
3- محدود البصر :
يستخدم البصر بشكل محدود في الظروف العادية .

نسبة الإنتشار :
تشير الإحصائيات الى أن هناك ما يزيد على (35) مليون مكفوف وحوالي (120) مليون ضعيف بصر في العالم . وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية الى أن نسبة انتشار الإعاقة البصرية تختلف من دولة الى أخرى . وأن حوالي 80% من المعوقين بصريا يوجودون في دول العالم الثالث . وتزداد نسبة انتشار الإعاقة البصرية مع تقدم العمر وتزداد في الدول التي تفتقر إلى الرعاية الصحية المناسبة . (الحديدي,2002)

أسبابها :
كغيرها من الإعاقات هناك الكثير من مسبباتها سواء الوراثية (المتأصلة) او كذلك البيئية (المكتسبة) وهناك الكثير من التصنيفات للأسباب ولكننا اكتفينا بذكر الأسباب من حيث نوع الأصابة . هناك الكثير من الأسباب التي قد تؤدي الى الإعاقة البصرية ويطول الحديث عنها لكننا اكتفينا بذكر أهمها بشكل موجز :
1- الجلوكوما (Glaucoma) او ما يعرف باسم المياه السوداء وهي زيادة حادة في ضغط العين مما يحد من كمية الدم التي تصل الى الشبكية ويؤدي الى تلف الخلايا العصبية ومن ثم العمى طبعا اذا لم يتم الكشف والتدخل المبكر وتعالج الجلوكوما الطفولية (Infanile Glaucoma) جراحيا في العادة . اما لدى الكبار فتعالج بالعقاقير .
هذا وتصنف المياه السوداء الى نوعين رئيسيين هما :
أ‌- المياه السوداء الولادية (Infanile Glaucoma) وتكون موجودة منذ الولادة او بعدها بقليل . وتحتاج الى جراحة مباشرة لمنع التلف . في الحالات الشديدة تكون القرنية مدفوعة الى الأمام . وفي البدياة يتجنب الطفل الضوء وتسيل دموعه بكثرة وهذه الأعراض تنتج عن زيادة الضغط الداخلي في العين وتلف القرنية إذ انه يحدث فيها توسع .
ب‌- المياه السوداء لدى الراشدين (Adult Glaucoma) عبارة عن صداع في الجزء الأمامي من الرأس خاصة في الصباح . ويمكن معالجة هذا النوع من المياه السوداء في كثير من الأحيان بقطرة العيون التي تعمل على خفض الضغط . وقد يكون كلا النوعين ( الجلوكوما الولادية او جلكوما الراشدين ) أوليا ( أي ليس نتيجة لمرض ما في العيون ) او العكس .
2- الماء الابيض (Caaract) وهو إعتام في عدسة العين وفقدان للشفافية يؤدي إلى عم القدرة على الرؤية اذا لم تعالج الحالة . وقد يصاب به الأطفال في عمر بمكر او قد يولدون به بسبب عوامل وراثية وتسمى الحالة لدى الأطفال (Congenital Caaract) حيث تكون القدرة على رؤية الأشياء البعيدة ورؤية الألوان محدودة .
3- انفصال الشبكية (Retinal Detachment) ينتج عن انفصال الشبكية عن جدار مقلة العين .
4- اعتلال الشبكية الناتج عن السكري (Diabetic Retinopathy) هو مرض يؤثر على الأوعية الدموية في الشبكية .
5- تنكس الحفيرة (Macular Degeneration) هو اضطراب في الشبكية يحدث في تلف في الأوعية الدموية في منطقة الحفيرة ( المنطقة المركزية ) وهذا المرض يصيب الإناث اكثر من الذكور وهو يؤدي الى فقدان البصر المركزي ولا يكفي البصر المحيطي لتأدية الأعمال القريبة من العين كالكتابة والقراءة والأعمال اليدوية .
6- ورم الخلايا الشبكية (Retinoblastoma) ورم خبيث يصيب العصب البصري فالدماغ و في بعض الاحيان يكون علاجه استئصال العين كاملة .
7- ضمور العصب البصري (Optic Nerve Atrophy) في الغالب أسبابه بيئية لكنه في قد يكون وراثيا في بعض الحالات .
8- التليف الخلف عدسي (Retrolental Fibroplasia ) ينتج عن
اعطاء الأطفال الخدج كميات كبيرة من الأكسجين مما يؤدي إلى تلف في الأنسجة خلف العدسة . واحيانا تبقى بعض الخلايا في الشبكية سليمة ولهذا يصبح لدى الفرد ما يسمى برؤية النقاط ( Spot Vision) بشكل عام فإن احتمال ان يصبح المصاب كفيفا كليا أمر وارد جدا .
9- الحول (Strabismus) خلل في واحدة او أكثر من العضلات المسؤلة عن حركة العين داخل التجويف العضمي .
10- توسع الحدقة الولادي (Aniridia) تشوه ولادي على شكل جين سائد . تكون في الحدقة واسعة جدا نتيجة عدم تطور القزحية في كلتا العينين , يؤدي الى حساسية مفرطة للضوء وضعف في حدة الابصار وربما رأراة ومياه سوداء .
11- البهق (Albinism) اضطراب نقص او انعدام الصبغة لذلك فالضوء الآتي إلى الشبكية لا يتم امتصاصه , سببه خلقي ويكون فيه جلد الشخص اشقرا وشعره ابيضا وعيناه زرقاوتين والقزحية شاحبة ولا تمنع دخول الضوء الزائد .
12- التهاب الشبكية الصباغي (Retinitis Pigmentosa) حالة وراثية تصيب الذكور اكثر من الإناث تتلف فيها العصي في الشبكية تدريجيا ويحدث عمى الليل ( العشى ) في البداية ثم يصبح البصر نفقيا ولا يوجد له علاج فعال .
13- عمى الألوان (Color Blindness) حالة وراثية لا يستطيع الفرد فيها تمييز بعض او كل الالوان .
14- القصور في الانسجة (Coloboma) مرض تنكسي وراثي عبارة عن بروز او شق في الحدقة وتشوهات في نمو اجزاء مختلفة من العين .
15- القرنية المخروطية (Keratoconus) حالة وراثية تنتشر فيها القرنية على شكل مخروطي وتظهر الحالة في العقد الثاني من العمر وتظهر لدى الإناث اكثر منها عند الذكور .
16- رأرأة العين (Nystagmus) حالة يحدث فيها حركات لا إرادية سريعة في العيون مما يسبب غثيان ودوخة وقد تكون مؤشرا على وجود خلل في الدماغ او الاذن الداخلية .
17- العين الكسولة (Amblyopia) حالة تحدث في مرحلة الطفولة المبكرة وهي غير مفهومة طبيا بشكل جيد . يحدث الكسل في عين واحدة وربما العينين ولا بد من علاج الكسل قبل بلوغ الطفل لسن الثامنة والعلاج يكون بإثارة العين الكسلانة او تغطية العين السليمة لتدريب العين الضعيفة .
18- أخطاء الإنكسار (Errors Refraction) وينقسم الى :
أ- قصر النظر (Myopia) تكون الصورة أمام الشبكية وليس عليها وتتأثر القدرة على رؤية الأشياء البعيدة .
ب- طول النظر (Hyperopia) تكون الصورة خلف الشبكية وليس عليها وتتأثر القدرة على رؤية الأشياء القريبة .
ج- حرج البصر (Astigmatism) تكون القرنية او العدسة غير منتظمة ولذلك فإن الضوء يتركز امام الشبكية وبعضه الآخر خلفها وتكون الصورة غير واضحة مما يجعل الفرد يعاني من صداع وتعب عند القراءة .
19- اضطراب القرنية (Corneal Disorders) نتيجة للاصابات المختلفة فقد تحدث التهابات وتكون اما سطحية او عميقة وتتمثل الخطورة في تشكل كثافة بيضاء تحجب الرؤية وتؤدي في بعض الحالات الى فقدان البصر .
20- التراخوما (Trachoma) التهاب مزمن ومعد في الملتحمة من اهم أسبابة الفقر وقلة النظافة وتنتقل العدوى بواسطة الأيدي والمناشف , وقد كان هذا المرض منتشر في دول الشرق الاوسط منذ سنوات وكان من أهم أسباب العمى لكن في السنوات الماضية انخفض معدل حدوثه بفضل تطور نظم الرعاية الصحية الأولية والتوعية والنظافة العامة .
21- الرمد (Conjunctivitis) التهاب الملتحمة في عين واحدة او العينيين وله انواع عديدة ترجع لأسباب مختلفة منها ما هو بكتيري او فيروسي او تحسسي , ومنه الرمد الحبيبي و الربيعي .
22- الجحوظ (Exophthalmos) هو بروز العين أو العينين الى الأمام وينتج عن التكيس او فرط إفراز الغدة الدرقية او كذلك بسبب صغر حجم الدماغ فيما اذا كانت الإصابة في كلتا العينين . (الحديدي,2002)

حقائق عن الإعاقة البصرية
" الإعاقة البصرية ظاهرة موجودة في كافة المجتمعات الإنسانية ولكن بمعدلات مختلفة .
" تقدر منظمة الصحة العالمية عدد المكفوفين بحوالي (10) ملايين شخص .
" نسبة كبيرة من الأطفال المعوقين بصريا ممن هم في العمر المدرسي لديهم بقايا بصرية وظيفية يمكن استغلالها في عملية التعلم .
" إن استغلال هذه البقايا من قبل الشخص المعاق وفقا لبرامج تدريبية خاصة يزيد من فاعليتها وذلك عكس الاعتقاد السائد ان استغلال هذه البقايا يعمل على إضعافها .
" ليس صحيحا أن فقدان حاسة البصر أو تعطلها يؤدي تلقائيا إلى تطور الحواس الأخرى ويمكن لهذا التطور ان يحدث بعد تدريب مكثف ومنظم .
" الاتجاه السائد عالميا هو تعليم المعاقين بصريا في المدارس العادية سواء في فصول خاصة او في الفصول العادية .
" تشير التقارير الصادرة عن منظمات الأمم المتحدة الى تباين ملحوظ جدا بنسبة حدوث الإعاقة البصرية في المجتمعات الإنسانية . وإلى اختلاف في أسباب حدوثها بين الدول المتقدمة والدول النامية , حيث لا تتوفر الخدمات الصحية الأولية المناسبة في الدول النامية , كما تشير التقارير إلى أن نسبة كبيرة من الحالات ما كان لها أن تظهر وتتدهور لو توافرت لها الإجراءات الوقائية الفاعلة . (الحديدي,2002)



الوقاية

المقصود بها :
يقصد بها السعي الحثيث للحيلولة دون ظهور الإعاقة أو أي مظهر من مظاهر التأخر سواء ألنمائي او الأكاديمي وإذا ما ظهر فإنها تعمل على الحد من أثره السلبي إلى أقصى قدر ممكن بأي شكل و وقت ممكن ومقبول وذلك من وإلى المجتمع .

تاريخها :
بنظرة للتاريخ نستطيع أن نعرف مدى الأهمية التي كان اسلافنا يولونها للوقاية فقد قيل ( درهم وقاية خير من قنطار علاج ) وقيل ايضا ( العافية تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى ) . وجميع الشعوب في ذلك متشابهة . ونستطيع القول أنه بحسبة بسيطة لما قد يترتب على الوقاية من جهد لا يكاد يقارن لا كما ولا نوعا عما إذا كان هذا الجهد للتعامل مع من لديه إعاقة . خصوصا في المجتمعات الفقيرة سواء ماديا او معنويا والتي تزيد فيها نسبة الإصابة بالإعاقات المختلفة نتيجة للتقصير الواضح في برامج الوقاية , ومن نافلة القول هنا أن فئة ليست بالقليلة من المعاقين في هذه المجتمعات كان من الممكن الحيلولة دون إعاقتهم لو توفرت البرامج والأدوات والخدمات المناسبة .

مستوياتها :
1- المستوى الأول (Primary Prevention)
هدفها : الحيلولة دون حدوث الضعف .
وسائلها : إزالة المخاطر البيئية والتطعيم ضد الأمراض وإتباع قواعد السلامة العامة وتوعية الجماهير والتخطيط لمرحلة ما قبل الزواج وما قبل الحمل .
2- المستوى الثاني (Secondary Prevention )
هدفها : منع تطور وتفاقم الضعف إلى عجز .
وسائلها : الوقاية الثانوية والتعرف المبكر وتقديم الخدمات العلاجية والطبية وبرامج الإرشاد للفئات الأكثر عرضة لخطر الإعاقة .
3- المستوى الثالث (Tertiary Prevention)
هدفها : التغلب على العجز والحيلولة دون تطوره الى حالة إعاقة .
وسائلها : خدمات التربية الخاصة والتأهيل والخدمات المساندة ( العلاج الوظيفي وعلاج النطق وبرامج الترويح ) وارشاد الأسر وتوعية العامة بمجالات الإعاقة وتوفير فرص الاندماج الاجتماعي . (الخطيب,الحديدي,1998)


الكشف والتدخل المبكر مع الإعاقة البصرية

يعرف التدخل المبكر بأنه :
جملة من الخدمات التعليمية والتدريبية للأطفال المعوقين تقدم في مرحلة الطفولة المبكرة تتمثل الأهداف فيها أساسا بـ:
أ‌- الكشف المبكر عن الإعاقة أو الوقاية منها قدر المستطاع.
ب‌- مساعدة الأطفال المعوقين أو المعرضين لخطر الإعاقة على بلوغ أقصى ما تسمع به الظروف من أداء وتقدم .
ج- مساعدة أسر هؤلاء الأطفال على التعايش مع الإعاقة وذلك بتزويدها بالمعلومات المناسبة والإرشاد والتدريب و الحث على المشاركة النشطة في تنشئة الأطفال ورعايتهم. (الحديدي,2002)

والإعاقة البصرية من الإعاقات النادرة التي تصيب الاطفال وتؤثر بشكل كبير على حياتهم خصوصا في مراحل النمو المبكرة كما تؤثر بشكل كبير على العلاقة المتبادلة بين الطفل وعائلته وتؤثر أيضا على النواحي الاجتماعية والعاطفية المتعلقة بالطفل .
بدأت برامج التدخل المبكر منذ سنوات حيث كانت تهدف في الأصل إلى تحسين الظروف المحيطة بالطفل المعاق بصريا وتضمنت عمليات التدخل بعض البرامج الموجهة إلى العائلات على يد الخبراء والمختصين وطرح وتطبيق بعض البرامج والخدمات . وتضمنت برامج التدخل تزويد الأسر ببعض المعلومات المتوفرة حول طرق التدخل الفعالة وخصوصا فيما يتعلق ببعض البرامج المقترحة لهذه الفئة من الأطفال وجدير بالذكر أن هناك نسبة قليلة من البحوث العلمية المنشورة والتي أشارت لوجود آثار سلبية ناتجة عن بعض مظاهر التدخل .

تشير الدراسات المتعلقة ببرامج التدخل أن التدخل المبكر يصبح أكثر فاعلية في حالة استخدام طاقم مؤهل ومدرب وكفؤ كما تشير أيضا إلى أن نسبة انتشار الإعاقة البصرية في الولايات المتحدة يبلغ ما نسبته 1,8% من أطفال المجتمع الأمريكي . ومن النتائج التي توصلت لها بعض الدراسات ما يلي :
1- التركيز على العلاقة والتفاعل بين الطفل والعائلة ودعم هذه العلاقة وتطويرها خلال عمليات التدخل المبكر .
2- إشراك الأهل واعتبارهم كشريك فعال في مراحل عمليات التدخل .
3- تقييم الأطفال من خلال طواقم خبراء مؤهلين ولديهم الخبرة الكافية في العمل مع الأطفال المعاقين وخصوصا المعاقين بصريا .
4- استخدام فرق عمل مدربة وذات خبرة كافية في موضوع الإعاقة البصرية وذلك للعمل مع أسر المعاقين .
5- اجراء الدراسات حول فوائد استخدام النماذج المختلفة لبرامج التدخل المبكر مع المعاقين بصريا وتحديد الإحتياجات الخاصة بهم .

مسؤلية الكشف المبكر
إن الكشف المبكر عن ضعف البصر في مرحلة الطفولة هو مسؤلية كل من :
1- الأسرة .
2- معلمات رياض الأطفال .
3- الأطباء .
(الحديدي,2002)

الأعراض التي قد تشير إلى وجود مشكلة
ويمكن للأسر ولمعلمات رياض الأطفال ملاحظة بعض الأعراض التي قد تشير إلى وجود مشكلة ما في قدرة الطفل على الإبصار ومن هذه الأعراض ما يلي :
أنواع الشكوى :
1- الآم العين .
2- الخيالات الطائرة .
3- الصداع , الدوار , الإرهاق , الغثيان .
4- الرؤية المزدوجة .
5- إصابة العين بحكة , أو حرقة , أو الشعور بوخزات .
6- عدم وضوح الرؤية .
7- آلام العين في الضوء .
مظهر العين :
1- احمرار العينين أو احداهما بشكل متكرر .
2- سيلان الدمع وانتفاخ الجفون .
3- حكة العينين بشكل متكرر .
4- تكرار ظهور شعيرات الجفن ووجود قشرة .
5- الحول سواء الدائم أو المتكرر .
سلوك الطفل :
1- تسقط منه بعض الكلمات أو السطور عند القراءة أو يقرأ ببطء .
2- تقطيب الجبين مع تكرار رمش العين عند محاولة تركيز النظر كما في القراءة .
3- تقريب الكتب والأشياء الأخرى من عينه أكثر من اللازم .
4- دعك العين باستمرار ( كأنه يحاول إزاحة الضباب بيعدا عن عينه ) .
5- يغطي إحدى عينيه او يميل برأسه عند النظر إلى الأشياء.
6- يشعر بالتعب ويميل إلى النعاس وغالبا ما يظهر ميلا إلى العصبية بعد قيامه بالقراءة مدة طويلة , أو بالأعمال التي تتطلب النظر عن قرب .
7- تتعثر قدمه بالأشياء الصغيرة .
8- لا يتفوق في الألعاب التي تتطلب النظر سواء عن قرب أو من مسافات بعيده .
9- قد يكون لديه حساسية للضوء , كما أن تمييزه للألوان قد يكون ضعيفا .
10- يواجه صعوبات في دراسته نتيجة لقصور حاسة البصر عنده .
(الحديدي,2002)

وجدير بالذكر أن الهدف الأساسي من الوقاية والكشف والتدخل المبكر هو الوقاية من وجود , ثم الاكتشاف إن وجد , ثم التدخل المناسب للحيلولة دون تدهور الحالات التي لا يتم اكتشافها مما يؤدي إلى نتائج سلبية تزيد كلما تأخر التدخل .



الأبعاد الرئيسية في عملية تقييم الاطفال المعوقين بصريا الصغار في السن

التقييم الطبي :
1- الفحص الطبي العام .
2- الإختبارات الطبية الكشفية .
3- الفحوصات الطبية التفصيلية .

التقييم التربوي النمائي :
1- النمو الحركي الكبير .
2- النمو الحركي الدقيق .
3- النمو الحسي .
4- النمو الاجتماعي - الإنفعالي .
5- الإدراك البصري .
6- اللغة الإستقبالية .
7- اللغة التعبيرية .

التقييم البصري :
1- فحص العيون .
2- تقييم البصر الوظيفي .
3- تقييم الفاعلية البصرية .

التقييم النفسي :
1- القدرات العقلية العامة .
2- الذاكرة .
3- السلوك التكيفي .
4- اختبارات الشخصية .

التقييم الإجتماعي :
1- التاريخ التطوري للطفل .
2- الوضع الأسري .
3- موقف الوالدين من الإعاقة .
4- العلاقات مع الآخرين .

تقييم المهارات الوظيفية :
1- مهارات الحياة اليومية .
2- مهارات التعرف والتنقل .

(الحديدي,2002)





نماذج التدخل المبكر مع المعاقين بصريا

التدخل المبكر في المراكز :
وفقا لهذا النموذج تقدم خدمات التدخل المبكر في مركز او مدرسة . وتتراوح أعمار الأطفال المستفيدين من الخدمات من سنتين او ثلاث إلى ست سنوات . وقد يلتحق الأطفال بالمراكز لمدة (3-5) ساعات يوميا بواقع (4-5) أيام أسبوعيا وإن كان بعض الأطفال يحضرون للمركز بواقع يومين أو ثلاثة أيام فقط . وتشتمل الخدمات التي يتم تقديمها في المراكز عادة على التدريب في مختلف مجالات النمو حيث يتم تقييم حاجات الأطفال وتقديم البرامج المناسبة لهم ومن ثم متابعة أدائهم .

التدخل المبكر في المنازل :
وفقا لهذا النموذج تقدم خدمات التدخل المبكر للأطفال في منازلهم . وفي العادة تقوم مدربة أو معلمة أسرية مدربة جيدا بزيارة المنزل من مرة الى ثلاث مرات أسبوعيا . وغالبا ما تهتم برامج التدخل المبكر هذه بالأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنتين . وفي هذه الحالات تقوم المعلمة بتقييم الأطفال وتحديد حاجاتهم وتساعد الأمهات في تنفيذ الأنشطة اللازمة لتلبية تلك الحاجات . ومن أفضل الأساليب لتدريب أولياء الامور على العمل مع أطفالهم المعوقين في المنزل القيام بوصف الأنشطة والتدريبات التي عليهم تنفيذها , وتوضيح كيفية تنفيذها لهم , والطلب منهم القيام بتنفيذها وتزويدهم بالتغذية الراجعة حول أدائهم . وأفضل الأنشطة هي الأنشطة التي تكون جزءا من عملية الرعاية اليومية الروتينية للطفل . وينصح بإستثمار قدرات الأخوة وغيرهم كي لا تكون عملية التدريب في المنزل عبئا يثقل كاهل الوالدين .

التدخل المبكر في كل من المركز والمنزل :
تبعا لهذا النموذج من نماذج التدخل المبكر يتم تقديم الخدمات للأطفال الأصغر سنا في المنزل وللأطفال الأكبر سنا في المركز . وأحيانا يلتحق الأطفال في المركز لأيام محددة ويقوم الاختصاصيون بزيارات منزلية لهم ولأولياء أمورهم مرة أو مرتين في الأسبوت حسب طبيعة حالة الطفل وحاجات الأسرة.
(الحديدي,2002)




أمثلة عن بعض المهارات الحركية للأطفال المعاقين بصريا في السنة الأولى من العمر

1- التحكم بالرأس :
في المراحل العمرية الأولى يقع العبء الأكبر على الوالدين في تنمية بعض المهارات عند ابنهم من خلال بعض التمارين البسيطة والتي تبدأ وعمر الطفل (4) أشهر .
2- القلب :
يجد الأطفال المكفوفين صعوبة في القلب وذلك يعود إلى تعودهم الاستلقاء على ظهورهم وتبدأ التمارين وعمر الطفل(3) اشهر .
3- الجلوس :
قد يتأخر الطفل الكفيف في الجلوس لأن التمدد على الأرض أو في المهد أكثر سهولة من تثبيت الرأس والكتفين والجلوس ويمكن أن تبدأ التمارين وعمر الطفل (6) أسابيع.
4- استخدام اليدين :
قد يتأخر اكتشاف الطفل الكفيف ليديه لذلك يجب أن تكون هناك تمارين تعجل بهذا الاكتشاف لأن اليدين وحاسة اللمس تحديدا تعتبر قناة مهمة لتدريب الكفيف وتعليمه .
5- إطعام الطفل :
منذ الشهور الثاني من عمر الطفل يجب على الأم تعويد طفلها على حمل زجاجة الحليب وعليها أيضا أن تدرك أن طفلها لن يتعلم ذلك لوحده كباقي الأطفال.
6- الإطعام باليد :
عند بلوغ الطفل الشهر السابع يجب تعويده على رفع الطعام ووضعه في فمه وذلك من خلال إمساكه بيده وإرشاده إلى فمه. وبسبب عدم رؤية الطفل الكفيف مالذي يأكله ؟ يجب تقديم أنواع من الأطعمة ذات رائحة قوية تجذب الطفل ومن الضروري تعويد الطفل على حمل الملعقة وتناول طعامه بها .
7- الوقوف :
يبدأ تعليم الطفل الوقوف من عمر (4) أشهر حينما يبدأ والديه برفعه على قدميه ليعتاد على وزنه ويدرب توازنه.
8- النهوض :
هناك صعوبة في تعليم الطفل الكفيف النهوض ليقف ولكن هذا لا يعني استحالة ذلك فهناك تمارين خاصة تساعد الطفل على ذلك .
9- الزحف :
أيضا هناك صعوبة في تعليم الطفل الكفيف الزحف ومن المستبعد أن نتوقع من الطفل أن يقوم بذلك لوحده فهو بحاجة لتمارين خاصة بالزحف فالكفيف يعاني من انعدام الاستثارة البصرية والتي تحفز الطفل العادي على المحاولة .
10- المشي :
بما أن الطفل الكفيف لا يرى ما حوله ولا يعرف المشي المستقيم لذا لابد من تعليمه كيف يمشي ويستخدم قدميه ويبدل بينهما أثناء المشي.
11- التوجه :
المشي داخل البيت يعطي فرصة للطفل للاكتشاف فيرسم الطفل بذهنه خارطة البيت ويستخدمها فيما بعد ومهارة المشي تعتمد على عنصرين هما :
" قدرة الطفل الجسدية .
" دعم وتشجيع الأهل .
(Scott,Jan,Freeman,1977)



أسئلة لابد من إجابتها من قبل الوالدين والمختصين عند اختيار المكان المناسب لتدريب الطفل الكفيف في مرحلة ما قبل المدرسة

1- هل الطفل مهيأ لتلقي الخبرات مع المبصرين ؟
2- هل هناك تفضيل لأن يتلقى الطفل التدريب مع افراد مكفوفين .
3- هل هو مستعد ليبتعد عن أسرته ؟
4- هل هناك حضانة توفر العناية الكافية وتزود الطفل بالفرص المناسبة له ؟
5- هل هناك تقبل من طرف المعلمة العادية ؟
6- هل يوجد في الروضة أو الحضانة مساعدات إرشادية توجيهية؟
7- هل يعتبر البيت المكان الأفضل لتلقي العناية ؟




استراتيجيات التدخل المبكر للأطفال المعوقين بصريا

1- تذكر أن الوالدين أهم عنصر في حياة الطفل وان تدخلك إنما هو تدخل مرحلي .
2- ضع يديك على يدي الطفل ليحس بالحركة وبالتالي يعرف مالذي تريده منه .
3- قف خلف الطفل وليس أمامه .
4- تذكر أن الخبرة الحقيقية أكثر فائدة للطفل من وصف الخبرة .
5- تذكر أن قدرة الطفل على التقليد وعلى التعلم التلقائي محدودة ولذلك فإن كثيرا من الأحداث اليومية الروتينية تحتاج إلى توضيح .
6- تحدث مع الطفل عن كل صوت يسمعه وعن كل حركة يقوم بها .
7- يجب أن يتم التدريب البصري على نحو وظيفي متسلسل .
8- خفف المساعدة التي تقدمها للطفل ليتعلم الاعتماد على نفسه .
9- كن ثابتا واستخدم المصطلحات نفسها حتى لا تربك الطفل .
10- استخدم البديهة , علم الطفل النشاطات في الاوقات والأماكن المناسبة والطبيعية .
11- يجب أن تتصف بالتلقائية في تفاعلك مع الطفل .
12- اطرح القليل من الأسئلة , وقدم الكثير من الأجوبة واستمع جيدا .
13- خصص وقتا كبيرا للتواصل اللمسي مع الطفل (احمله , عانقه , هز جسمه) واستخدم الأصوات الدافئة والمطمئنة .
14- احتفظ بسجلات مناسبة حول نمو الطفل ونضجه .
15- زود الطفل بتغذية راجعة .
(الحديدي,2002)

يجب الأخذ بعين الاعتبار أن تدريب الطفل الكفيف يشمل جوانب عديدة من أهمها :
1- تدريب الحواس :
أ‌) تدريب بقايا البصر .
ب‌) تدريب حاسة السمع .
ت‌) تدريب حاسة الشم .
ث‌) تدريب حاسة اللمس .
ج‌) تدريب حاسة التذوق .

2- تدريب استعدادات التعرف والتنقل .
أ‌) المشي .
ب‌) الجري .
ت‌) الحجل .
ث‌) القفز .
ج‌) العدو .
(الدماطي,1990)

3- تدريب المفاهيم المكانية .
(أسفل , يسار , فوق , تحت , أمام , خلف ..... ) .
4- تدريب تخيل الجسم .
5- تدريب علاقة الجسم بالبيئة .
( تعريف الطفل بأجزاء وأطراف جسمه وكذلك حركات تلك الأطراف).
قائمة المراجع

1- الخطيب , جمال , الحديدي , منى , 1998 , التدخل المبكر (مقدمة في التربية الخاصةفي الطفولة المبكرة) , دار الفكر للطباعة والنشر , عمان , الأردن .
2- الحديدي , منى , 2002 ,مقدمة في الإعاقة البصرية , دار الفكر للطباعة والنشر , عمان , الأردن .
3- وليم , ت , ليدون , لوريتا , ماكجرو , ترجمة : الدماطي , فاروق , 1990, تنمية المفاهيم المكانية عند الاطفال المعوقين بصريا : دليل المختصين والعاملين في المجالات التربوية , جامعة الملك سعود , الرياض .
4- Ellen P. Scott , James E. Jan. Roger , Freeman , 1977, CAN YOUR CHILD SEE , University Park Pres