ما شاء الله تبارك الله ماشاء الله لاقوة إلا بالله اللهم إني أسالك الهدى والتقى والعفاف والغنى
إحصائيات المنتدى | أفضل الأعضاء خلال الشهر | أحدث المشاركات | | |
أرسلت بتاريخ : 05\12\2012 | | | تـآريخ إنضمــآمي : 23/07/2012 | مُشـآركـآتي : 19058 | السٌّمعَة : 28 | | |
| تأثير الإعاقة السمعية على النمو الاجتماعي والانفعالي للأطفال الصم وضعاف السمع
تأثير الإعاقة السمعية على النمو الاجتماعي والانفعالي للأطفال الصم وضعاف السمع د- عطية عطية محمد أستاذ الصحة النفسية المساعد كلية التربية - جامعة الزقازيق
1- الانعزال الاجتماعي: يفضل الطفل الأصم وضعيف السمع الانزواء النفسي والعيش في عزلة، فهو يتسم بالعجز في إقامة علاقات سليمة مع أقاربة. إلا أنه يقوم بدوره الاجتماعي وسط جماعه الصم وضعاف السمع التي يجد فيها الحب والصداقه والترويح، مما يساعده على تأكيد ذاته والحفاظ على استقرار شخصيته وثباتها على حالة العزلة التي يعيش فيها. سؤ التكيف الاجتماعي: يجد الطفل الأصم وضعيف السمع صعوبة ومشقه في الاتصال الفكري بالآخرين لأنه مضطر أن يعبر للناس عن أفكاره بواسطة الإشارة والتلميح ومن ذلك يتضح أن عجز الطفل الأصم وضعيف السمع في التعبير اللفظي يؤدي إلى عجزه في النضج الاجتماعي، وعجزة عن تكوين علاقات اجتماعية بالمحيطين به ويزداد سوء تكيف الأصم وضعاف السمع مع الآخرين كلما زادت حدة الإعاقة السمعية.
* خلاصة القول يمكن تلخيص أهم المظاهر العامة لشخصية الأطفال المعاقين سمعياً وضعاف السمع كالآتي: - يميلون إلى الانسحاب من المجتمع وبالتالي فهم غير ناضجين اجتماعياً بدرجة كافية. - كمجموعة لديهم مشكلات خاصة بالسلوك مثل: العدوان والسرقة والرغبة في التنكيل بالآخرين والكيد وتوقيع الإيذاء. - يميلون غالباً إلى الإشباع الفوري لحاجاتهم بمعنى أن مطالبهم يجب أن تشبع بسرعة. - لديهم عجز واضح في قدرتهم على تحمل المسئولية. - يميلون إلى الاكتئاب والحزن والتشاؤم أكثر من الأطفال العاديين. يمثلون عبئاً على غيرهم، وهم غير قادرين على تحمل المسئولية
ولأن فهم التواصل يعتمد على اللغة المستخدمة فإن التواصل يفتح لنا مجال واسع أمام التعبير عن آرائنا وأنفسنا والتفاعل مع الآخرين. وتبرز أهمية ذلك في التفاعلات الأسرية والقدرة على إقامة بيئة أسرية صحية للأطفال ضعاف السمع. وبغض النظر عن العرق والثقافة وبنية الأسرة والحالة الاقتصادية والجتماعية، فإن كل الأطفال يحتاجون إلى الشعور بأنهم جزء من وحده الأسره وهذا بالتالي يعتمد على نظام اللغة المستخدم، فالأطفال السامعين محظوظون بانتماءهم إلى بيئة سامعه يستطيعون فيها التفاعل باستخدام اللغة المنطوقه أو المحكيه ( spoken language ) والتعبير عن أنفسهم وتكوين هويتهم وامتلاكهم مهارات حركية ومعرفية وسمعيه وتمكينهم من التفاعلات الاجتماعية المختلفة.
وانطلاقا من ذلك فإن الإصابة بضعف السمع يؤثر على الدخول في وحده الأسره وعلى نظام التواصل المستخدم كما ويؤثر على إقامة العلاقات الأسرية والتفاعلات مع الطفل ضعيف السمع ووالديه وأخوته. إن إصابة أحد أفراد الأسره بضعف السمع يحدث صدمه لدى الأباء ويجدون أنفسهم بأنهم مجبرون على تحديد طرق التواصل التي عليهم استخدامها مع طفلهم ضعيف السمع. وتستعيد الأسره حالة اتزانها بتعلم أسلوب التواصل المشترك الذي يمكنهم ويسهل عليهم إقامة أشكال التفاعلات الأسرية المختلفة مع الطفل ضعيف السمع بعد ذلك نجد الأسره تركز على الطريقة الأفضل التي تحقق حاجاتها وحاجات طفلها ( Scheetz, 2004 ).
ومن هنا فأنه نستطيع القول بأن الإعاقة السمعية هي إعاقة تواصلية وأن امتلاك نظام التواصل هو بمثابة سلوك محوري أو مركزي ( pivotal behavior ) يؤثر على مظاهر النمو المختلفة للطفل ضعيف السمع فالنجاح في إقامة نظام تواصل مشترك مع الطفل ضعيف السمع في الأسرة وخارجها يسهل من نموه والفشل في إقامة هذا النظام يؤدي إلى إعاقة تطور ونمو الطفل بشكل طبيعي، أن مساعدة الطفل ضعيف السمع في الاشتراك في المحادثات وإقامة علاقات معه وإكسابه الإحساس بالانتماء لأسرته يشعره بالأمن والطمأنينه. وعلى النقيض من ذلك فأن الفشل في إقامة ذلك يقود الطفل إلى الشعور بالعزله وعدم الطمأنينه.
وتحتاج تربية ضعاف السمع وتعليمهم وتأهيلهم الاجتماعي إلى تدريبهم على طرق الاتصال تتلاءم ودرجات إعاقتهم، بغرض تمكينهم من التعبير عن أحاسيسهم وأفكارهم واحتياجاتهم، والتفاعل مع بعضهم البعض ومع الآخرين، والاندماج في الحياة الاجتماعية. ويشير عبد المطلب القريطي ( 2001 : 164) إلى أن طرق التواصل مع الصم وضعاف السمع بتباين الفلسفات التي تبنى عليها هذه الطرق، كما يعتمد استخدامها على الفقدان السمعي، ومن ثم الحاسة التي يتم استخدامها بدرجة أكبر في تعلم المهارات التواصلية. وتشير العديد من الكتابات مثل: (Hallahan & Kauffman2000: 282 - 284) ) ، أحمد حسين اللقاني وأمير القرشي ( 1999: 51-76 )، جمال الخطيب (1998 : 123 -140 )، عبد المطلب القريطي ( 1996 : 164 - 168)، (1993: 394 - 398 Cole & Cole )، إلى تلك الطرق ومن هذه الطرق ما يقوم على استغلال ما تبقي لدى المعاق سمعياً وضعيف السمع من بقايا سمعية، يمكن استغلالها واستثمارها في تحسين مقدرته اللغوية والكلامية وتعرف هذه الطريقة بطريقة التدريب السمعي. ومنها ما يبني على توظيف حاسة اللمس لدى المعاقين سمعياً في الإحساس بالذبذبات الصادرة عن الأصوات المختلفة لتعليمهم إصدار الأصوات أو النطق، وتعرف هذه الطريقة بطريقة اللفظ المنغم. ومن الطرق أيضاً ما يقوم على استخدام حاسة البصر في عمليات الاستقبال لما هو قائم في العالم الخارجي من أوضاع وإيماءات، وحركات وتعبيرات شكلية بصرية يمكن تدريب الأصم على ترجمتها إلى معان وأفكار معينة ، مثلما هو متبع في طريقة قراءة الشفاه، وطريقة التواصل اليدوي وهي ذات شقين هما: لغة الأبجدية اليدوية أو أبجدية الأصابع، ولغة الإشارات الوصفية . ومن الطرق المستخدمة في تعليم الصم أيضاً، ما يقوم على المزج والتكامل بين جميع الطرق السابقة، والعمل على توظيف كل الإمكانات والحواس لدى الطفل المعاق سمعياً في التدريب الكلامي وتعلم اللغة، على أساس أنه كلما زاد عدد الحواس التي يتم استغلالها في عملية التعليم،وتعدد المدركات الحواس التي يبني عليها التعلم، وعوامل الربط بينها، أمكن استيعاب الصوت وإدراكه وإنتاجه بشكل أفضل، وساعد على تثبيت ما يتعلمه الطفل، وتعرف هذه الطريقة المركبة بالتواصل الكلي.
تجدر الإشارة إلى أن استفادة الطفل ضعيف السمع من الطرق السابقة في بناء أساس لغوي، أو في تنمية مهاراته التواصلية، ويتوقف ذلك إلى حد كبير على كل من الاكتشاف والتشخيص والتدخل العلاجي والتعليمي المبكرين أثناء السنوات التكوينية الأولى من عمره، حيث يزيد هذا الاكتشاف والتدخل المبكر من فرص تكيف الطفل مع نفسه والآخرين،أو دافعيته لاكتساب وإتقان المزيد من العادات والمهارات التي تساعد إما على إنتاج الكلام، أو على تنمية طرق تواصلية بديلة عن الكلام، يمكنه من خلالها التعبير عن أحاسيسه ومشاعره وأفكاره. كما أنه من المهم مراعاة الطريقة التعليمية الأكثر ملاءمة لظروف الطفل ودرجة إعاقته، وبحسب مدى استجابته لهذه الطريقة. فالتواصل الجيد يتطلب استمرار الأخذ والعطاء بين الطفل ومن يتعامل معهم، وتكشف الدراسات عن أن الأطفال جميعاً لديهم الاستعداد منذ الميلاد للاستقبال اللغوي والتعبير اللغوي، ونظرات العين تمثل استعداداً للتواصل مع كل ما يدور من حولها فالطفل يتحول من الحلقة في شيء معين يستولى على اهتمامه على استطلاع وجه والديه، ثم التعرف على تفاصيلها وتعبيراتها الدقيقة، ويستطيع الوالدان الاستفادة من هذا الاستعداد الطبيعي للتواصل بتحويل نظر الطفل إلى الشيء الذي يرغبون في تعريفه به ويستطيع الوالدان أن يعلما طفلهما الانتباه إلى أشياء معينة.
كما وتبرز حاجة واضحة الأطفال المعاقين سمعياً وضعاف السمع إلى التفاعل الاجتماعي داخل وخارج الأسرة وهذا يتطلب من الأطفال أن يمتلكوا مهارات تواصلية تمكنهم من المشاركة في الأنشطة الاجتماعية المختلفة مع رفاقهم. وبامتلاك الأطفال لمهارات التواصل فإنه يكون من السهل عليهم المشاركة في الأنشطة المختلفة وبالتالي حصولهم على قبول رفاقهم لهم ويؤدي تفاعل الأطفال الصم وضعاف السمع مع محيطهم ورفاقهم إلى إكسابهم مهارات حياتية مختلفة وتسهيل نموهم المعرفي واللغوي. أن وجود الطفل الأصم وضعيف السمع في البرامج الإرشادية التدريبية يفرض عليه ضرورة التعامل مع البيئة السمعية وضرورة تطوير المهارات التعويضية لتسهيل عملية التواصل مع رفاقهم من حولهم. أضف إلى ذلك أن الأطفال ضعاف السمع يواجهون مشكلات في هذه البيئة من أبرزها وأهمها هو أنهم يبذلون مجهوداً عالياً أكثر من زملائهم في اكتساب المعلومات والمعرفة ويمرون في سلسلة من العمليات لبناء معنى من المعلومات المتقطعه التي يحصلون عليها. وبدلاً من التركيز على محتوى فهم يقضون وقتهم في تطوير معاني للإشارات المستخدمة من قبل الأم وعندما يطلب الطفل إعادة بعض المعلومات أو ما قيل له فقد يواجه الإحباط والخجل بسبب ربما إدراكه من قبل زملاءه بأنه أقل ذكاء أو لديه مشكلة انفعالية ويعتبر التواصل ضمن بيئة الطفل مشكلة بالنسبة للأم والطفل، فيكون من الصعب على الأم معرفة المعلومات غير المكتملة لدى الطفل أو يكون أحياناً من الصعب على الطفل إظهار ذلك. وعلى العكس من ذلك، فعندما تكون طريقة التواصل مشتركه بين الأم والطفل يكون سهلاً معرفة الجانب المتقن من غيره، كما يفتح ذلك المجال لتعزيز الطفل والثناء عليه وعلى جهوده وبالتالي تطوير مفهوم وتقدير ذات مرتفع. لقد بدا واضحاً من المناقشة السابقة أن درجة الإعاقة السمعية تؤثر على اكتساب معلومات البيئة المحيطة وهذا يقودنا إلى ضرورة تزويد الأطفال ضعاف السمع بالتكنولوجيا السمعية المناسبة التي تجعل المعلومات التعليمية والسلوكية متوفرة في إطار مرجعي مفيد لهم.
* النضج الاجتماعي لدي الأطفال ضعاف السمع في مرحلة الطفولة المبكرة:- اتخذت دراسات الطفولة في السنوات الأخيرة اتجاهاً جديداً فنظرت إلى الطفل على أن له وجوداً اجتماعياً مثل وجوده الجسمي والعقلي، فالطفل كائن حي يحيا في مجتمع يتفاعل معه، ويؤثر فيه ويتأثر به، فدعامات الشخصية يتم وضعها في السنوات الأولى من حياة الطفل ولذا فإن عملية النمو الاجتماعي تحدث من الميلاد وتتأثر في المقام الأول بالأسرة والمقربين من الطفل، ويتمثل دور الأسرة والمقربين في ترسيخ التفاعل بتزويده بالاستجابة الصحيحة لأن الطفل يتعلم قدر كبير من السلوكيات من خلال الملاحظة والتقليد. ( Smith, 1995, 35 ) فالنضج الاجتماعي عملية تعلم، وهي لا تتم في الأسرة فقط، وإنما من خلال جميع المؤثرات الاجتماعية التي يشارك فيها الفرد مثل الروضة وجماعة اللعب، وهي عملية تغير في السلوك نتيجة التعرف لخبرات وممارسات معينة، وهي تستند أساساً إلى عملية التعلم الاجتماعي التي تعتبر تفاعلاً بين الطفل والمجتمع المحيط به في المواقف المختلفة التي يتضمنها، ونجد أنها تتعلق بانتماء الفرد في المجتمع، وثقافة هذا المجتمع هي التي تحدد مدى نضج هذا الفرد من الناحية الاجتماعية وهي من خلال تفاعل الفرد مع الآخرين. ( أحمد عبد المعبود مصيلحي، 1994، 69 ) ويعرف فرج عبد القادر طه ( 1993، 800 ) النضج بأنه الاكتمال والإحكام، وهو في النمو بلوغ التطور درجة الاكتمال وتمامه خلال عملية النمو المطردة في الإنسان والتي تختلف من مرحلة عمرية لأخرى ليكون تمام اكتمالها في الرشد، ولا يمكن القول بأن هناك معياراً ثابتاً للنضج ولكن يشار دوماً إلى النضج باعتباره اكتمال الوظائف الجسمية والنفسية والاجتماعية بعامة كما أن الوظائف الجسمية بعامة تكتمل خصائصها مع الرشد، وهي ما تحدده الفحوص الطبية إلا أن الوظائف النفسية قد تبقى غير ناضجة نتيجة لضعف بناء الأنا مما يشير إلى اضطراب الوظائف الاجتماعية وعدم النضج في مجال العلاقات الإنسانية.
| | |
| مواضيع ذات صلة بـ هذا الموضوع | | | |
| تذكر قوله تعالى :َ ما يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ | | | |
لذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 19 ( الأعضاء 1 والزوار 18) | عضويتي |
تعليمات المشاركة | تستطيع إضافة مواضيع جديدة تستطيع الرد على المواضيع تستطيع إرفاق ملفات تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
| |
| |
| | |
| | |
|
|