الإعاقة السمعية والتواصل الشفهى
إعداد
دكتور/ عطية عطية محمد
أستاذا لصحة النفسية المساعد
كلية التربية - جامعة الزقازيق

2009م

أثر فقدان السمع على الطفل
يتم تناول أثر فقدان السمع من خلال تأثيره على حياة الطفل : خصائص وصفات شخصية الطفل الأصم وتوافقه النفسى والاجتماعى وسلوك واتجاهات الأفراد السامعين تجاه الطفل الأصم .

(1) أثر فقدان السمع على خصائص وصفات شخصية الطفل الأصم :
إنه من خلال مختلف الدراسات التى تمت على الأطفال الصم والمراهقين وعند رسم بروفيل سيكولوجى لشخصية الأصم النفسية نجد أن هذا البر وفيل منخفض مقارنة بالأفراد السامعين ويرجع ذلك إلى أثر فقدان السمع كما أن الأطفال الصم خلال طفولتهم يشعرون بالعجز والشك وعدم الثقة فى الأفراد السامعين وعدم النضج الاجتماعى والإحساس بعدم الكفاية فى الاعتماد على أنفسهم فى إنجاز احتياجاتهم ويرجع ذلك لقلة خبراتهم الاجتماعية فى مجتمع السامعين .
ويذكر أن الأطفال ذوى الفقد السمعى الشديد كثيراً ما يوصفون بأنهم متهورون وغير ناضجين انفعالياً وأنهم أقل قدرة على العناية بمطالبهم الشخصية وتنقصهم القدرة على التوجيه الذاتى وأكثر اعتماداً على الآخرين من أقرانهم كما تنقصهم الدافعية للإنجاز ولا يستطيعوا عن تعبير وجهة نظر الآخرين ويسهل أيضاً وهم كما أن نمط شخصية الأصم الفريدة تتميز بالسلبية على الذات الأفكار الساذجة عن العالم .

(2) أثر فقدان السمع على التوافق النفسى والاجتماعي للطفل :
أن الأفراد الصم أكثر حساسية من المشكلات المتوافقة ونظراً أكثر من مواقف التوافقية خارج الأسرة والتواصل مع أفراد المجتمع وترجع السياسية إلى شخصية الأصم وهذه الشخصية التى تتسم بالسليبة فى المواقف الاجتماعية مما يخلعه الحساسية للتوافق الشخصى للفرد الأصم . (عطية عطية محمد،1990: 238)

(3) أثر فقدان السمع على سلوك واتجاهات الطفل :
إن هناك مشكلات نفسية متنوعة كانت تتراكم مع الصم هذه المشكلات المحصورة فى العزلة والكآبة والقلق الاجتماعى وفقدان الحزن بالإضافة إلى المشكلة النفسية والتى توجد بإجماع واضح لدى الأطفال الصم ، والمحصورة فى الريبة والشك الموجود فى المواقف العملية كما يوجد لديهم تحريض عال ولديهم تأثير لبعض التغيرات فى قدراتهم للاستجابة لتوجيه التهم للغير بسهولة إلى هذا الحد وهذا محتمل حدوثه عند التعامل مع الأفراد الصم كما أنهم لا يقلدون عامة الناس.
إن اضطرابات السلوك منتشرة جداً بين الأطفال الصم والمحصورة فى الحركات العصبية والحركات الزائدة وعدم الاستقرار واضطرابات الكلام واضطرابات السلوك الاجتماعى مقارنة بالأطفال العاديين ، وهناك عوامل رئيسية تؤدى إلى مشكلات السلوك لدى الأفراد والصم وهى اضطرابات فى سلوك إرادته مشكلات شخصية لديه وعدم ملائمة سلوكه الاجتماعى والإهمال فى التنشئة بالإضافة إلى عقدة النقص ومركب الدونية التى لها تأثير على مشكلات السلوك لدى الأطفال الصم .

(4) أثر فقدان السمع على تواصل الطفل :
اكتساب اللغة يعد أخطر إنجاز فى مرحلة الطفولة فاللغة والتفكير نحو الفهم يرتبط بعضها البعض ، إذ أن اللغة تشكل من خبراتنا عن العالم المحيط بنا وفقد السمع فى فترة الرضاعة تؤخذ عملية البلوغ عند الطفل ، كما أن تأخر النمو يعنى العجز عن بلوغ المعايير الواجب نموها فى النمو اللغوى وجوانبه المختلفة كما هو لدى الطفل العادى وإذا حدث فإن الطفل الذى لا يسمع الأصوات بوضوح وثبات فى طفولتهم يكشف عن تأخر فى النظام الصوتى والاستخدام المعقد فى تركيب اللغة بجانب فهم أشكال اللغة بحيث يوصف بأن لديهم مشكلات ويرى بعض الباحثين حين قالوا أن الصم لا يتأخرون فقط فى الكفاءة اللغوية ويرى بعض الباحثين أنهم يتهربون منها وأنهم يستخدمون أساليب لغوية لا نظير لها عند من هم أصغر منهم من الأطفال العاديين .
والأطفال المصابون فى سمعهم إصابة طفيفة يتعلمون اللغة تلقائياً ومستخدمون اللغة بطريق طبيعية إلا أن إعاقتهم الرئيسية سوف تتمثل فى ميكانيكية النطق لا فى نمو اللغة لديهم والأطفال الذى تكون إصابتهم فى السمع متوسطة بخطوات فى وضع الكلمات فى جمل حيث يستخدمون كلمات من أبسط الكلمات فى الوصف أما الأطفال الصم فإن صعوباتهم تزداد تعقداً حيث يعانون من جميع المشكلات الأساسية بالإضافة إلى أنهم يعانون من صعوبات تعلم معانى الكلمات.

(5) أثر فقدان السمع على اتجاهات وسلوك الآخرين السامعين تجاه الطفل :
إذا أصيب فرد بصمم فى أسرة عادية فإنه يظهر بشكل واضح مشكلات متعددة للأسرة ويوضح الآباء عندما يكتشفوا صمم أطفالهم ، فينتابهم شعور بالرفض والإنكار ، وعدم التصديق العقلى لحدوث الحالة وإصابتهم بصدمة نتيجة التأثير الانفعالى ، والذى يظهر فى شكل آسى وحزن وشعور بالذنب والغضب .
* من العرض السابق يمكن استخلاص النقاط الآتية :
- أن إصابة الطفل فى السنوات الأولى من عمره بفقد سمعى عميق يؤدي إلى عدم استخدام حاسة السمع، وبالتالى عدم القدرة على نطق الكلام الصوتى الطبيعى .
- تؤثر الإصابة بالصمم تأثيراً سلبياً على شخصية الطفل ، وببائها النفس ، مما يجعل لها خصائص وصفات تختلف عن الطفل العادى فى كثير منها .
- يواجه الأطفال الصم صعوبات عديدة فى التواصل مع الأفراد السامعة نظراً لفقد القدرة على استخدام حاسة السمع وعدم القدرة على استخدام الكلام الصوتى الذى يستخدمه الأفراد السامعون .
- يستخدم الأطفال الصم عند التواصل مع الأفراد السامعين طرق وأساليب مختلفة ، تمثل صعوبة على الأفراد السامعين فى فهمها واستخدامها بشكل طبيعى .
- أن معظم مواقف التواصل بين الأطفال الصم والأطفال السامعين تواجه صعوبات عديدة ولا تحقق الهدف منها فى معظمها .
- أن مواقف التواصل بين الطفل الأصم والأفراد السامعين يظهر بشكل واضح سواء التوافق النفسى والاجتماعى للطفل ويظهر ذلك فى شكل انسحاب وعدم قدرة على التحمل وفقد التقبل لذاته ، تلك الضغوط النفسية أصبحت سمة واضحة فى شخصية الطفل .