السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
كثرت في هذه الأيام الأخيرة الأقاويل حول التسربات التي وقعت في مواضيع البكالوريا 2011 و مدى صحتها مما أثار بعضا من الفوضى و التشويش لدى التلاميذ و هذا مما يؤثر على تركيزهم في الامتحان الفيزياء و الفلسفة..و أنا بصفتي موظف (مكلف بالدراسات) في الديوان الوطني للمسابقات و الامتحانات أردت أن أنوه على بعض الملاحظات :
أولا: بخصوص التحضير لمواضيع الامتحانات:
- يقوم الديوان الوطني باختيار حوالي مئة فرد مما يشهد لهم بالصلاح و الكفاءة و الخبرة. تتكون هذه المجموعة من أساتذة مختصين و مفتشين و تقنين بالاضافة الى المديري فروع الديوان الوطني عبر التراب الجزائري + الأمين العام لديوان.يقومون بعملية تحضير مواضيع امتحانات البكالوريا
-يتم حجز هذه المجموعة في بناية لمدة شهر(فيها جميع شروط العمل من غذاء و لوازم ومطابع رقمية كبيرة ......الخ) تحت مراقبة أقل ما يقال عنها أنها مشددة على رقابة سجون غوانتانامو (و أنا لا أبالغ) يمنع عنهم كل وسائل الاتصال من جوال و انترنت + احتواء هذه البناية على أجهزة لتشويش على الأجهزة الخلوية + لا يخرجون من هذه البناية الى غاية اخر امتحان من البكالوريا+ لا يدخل و لا يخرج أي شخص مهما كان منصبه.
-يتم تقسيمهم الى مجموعات كل مجموعة مختصة بمادة معينة.......يتم اعداد أكثر من ثلاثة مواضيع مختلفة لكل مادة ثم يقومون بالقرعة أمام الجميع لاختيار الموضوع الذي يتم طبعه قبل حوالي يوم قبل اجتيازه+ وهذه البناية فيها مطبعة كبيرة حيث يتم طبع كل أوارق الامتحانات لكل مترشحي الوطن
-بعد أن يتم طبع مواضيع الامتحان يتم وظعها في أظرفة صغيرة و تغلق هذه الأظرفة و يختم عليها ثم توضع هذه الأظرفة الصغيرة في ظرف كبير (من مادة النيلون القوي) هذا الظرف الكبير تكون عليه ورقة ملصقة مكتوبة عليها اسم المركز الاجراء و القطاع و الولاية و مادة الموضوع و عدد المواضيع ثم يتم غلق هذا الظرف المصنوع من مادة قوية بالخيط أي يتم خياطة فتحته مثل شكارة الفرينة وبعدما يتم خياطته يوضع عليه شمع خاص على الخياطة وهذا الظرف مصنوع من مادة قوية حيث تحفظ المواضيع جيدا و إذا ما تمزقت فسيرى أثر هذا التمزق للعيان و لا يمكن اخفاء أثر تمزقها
-بعدما توضع المواضيع في هذه الأظرفة يتم و ضعها في علب و كل علبة تمثل مقاطعة ما في ولاية ما و تكون هذه العلة مغلوقة بثلاث مغاليق (رمانة أي كادنا) و مفاتيح المغاليق تعطى لثلاث جهات مختلفة و هي المسؤولة على نقل المواضيع (مفتاح للدرك ومفتاح للشرطة و مفتاح لممثل المديرية)ثم توضع هذه العلب المغلوقة باحكام في صناديق الولاية حيث تكون هذه الصناديق جيدة و متينة و محكمة الغلق يتم ارسالها الى ولاية الوطن و أيضا هذه الصناديق تسلم مغلوقة بثلاثة مفاتيح .... مفتاح لدرك و مفتاح لشرطة ومفتاح لممثل المديرية و قبل تسلسم الصناديق يتم الامضاء على محضر مكون من امضاءات ثلاثة مسؤولين و هم الشرطة و الدرك و مديرية التربية و يتم مراقبة و حماية هذه الصناديق التي تتكفل المصالح الأمنية بحفظها و حمايتها فالجهة المسؤولة لنقل المواضيع تكون مشتركة بين طائرات الجيش و سيارات الشرطة و الدرك
-و بعدما يتم نقلها الى مركز الاجراء يجب الامضاء على محضر اخر يشهد فيه المسؤولون و هم مدير المركز و ممثل المديرية و محافظ شرطة المركز بسلامة الصناديق و العلب و كذلك ترسل العلب بنفس الطريقة و في الأخير يتم فتح الظرف الكبير اجباريا من طرف تلميذ مترشح يتم ذكر اسمه في محضر الفتح تحت اشراف ممثل المديرية و مدير مركز الاجراء و الحراس
-لذلك الشيء الذي نلاحظه في تنقل المواضيع هو كثرة تسليم محاضر الاستلام التي يجب أن تكون ممضية من طرف أكثر من ثلاثة مسؤولين
في الأخير اذا حدث تسرب فسيكون اما في بناية اعداد وتحضير المواضيع و هذا مستحيل نظرا للحراسة المشددة و الرقابة الكبيرة + وجود مسؤولين كبار داخل هذه البناية فهم لا يمكن أن يلعب بخبزة أولاده فالدولة توفر راتب جيد و امتيازات كبيرة أو عند تسليم المواضيع و هذا أيضا مستحيل فهل يعقل لحوالي أكثر من30 شخص من سلك الأمن الوطني المشترك من شرطة وجيش و درك أن تخون الأمانة؟؟؟؟؟؟؟؟اضافة الى ذلك فهذه الأظرفة فيها ميزة وهي اذا تم فتحها فالضرر سيكون بادي للعيان و ستفضح + من هذا المدير و ممثل المديرية و محافظ الشرطة الذين سيوافقون على امضاء محضر للتسليم المواضيع و هذه العلب فيها ضرر؟؟؟؟؟؟؟؟
لكن الشيء الممكن حدوث هو أن أحد الأشخاص العابثين قام بنسخ موضوع من تأليفه مشابه لشكل المواضيع الرسمية و بدأ بالعبث أو يمكن لشخص أن يتنبأ بموضوع ما و يصدق تنباءه و هذا أمر و ارد لكن أن يدعي شخص بأنه أخرج الموضوع فهذا شخص كذاب اشر
فالأشخاص الذين يدعون أنهم أخرجوا موضوع الشريعة الاسلامية نسالهم لماذا لم يخرجوا مواضيع لمواد مهمة مثل الرياضيات و العلوم و الفيزياء؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هل مادة الشريعة لها معامل أعلى من المواد الأساسية؟؟؟؟؟؟؟؟
في الأخير أتأسف كثيرا لوجود هذه الشائعات لأنه بالفعل تضرنا معنويا... وكيف لا و نحن نعمل بجد و اخلاص من أجل انجاح هذا الامتحان ثم يأتي شخص ناقم على الشعب الجزائري يريد زرع الشك في مصداقية شهادة البكالوريا؟؟؟؟؟؟
فأنا أؤكد لكم كموظف بالديوان الوطني عدم صحة تسرب المواضيع و استحالة تسربها تحت الشروط و القيود التي ذكرنها آنفا
في الأخير أتمنى لكل مترشح اجتهد و تعب أن يوفقه الله بالنجاح
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته