مرحبا..
الموضوع شيق للغايه ولذلك نقلته لكم
.
.
.
لطالما كان منشأ الكون سؤالاً محيّراً تسائل عن جوابه الكثيرون..
ولوقتنا الحاضر كانت نظرية الانفجار العظيم أكثر النظريات اقناعاً لوجود الأدلة التي تدعمها..
لكن حتى الانفجار العظيم كانت لوقت حديث تواجه العديد من الانتقادات والأسئلة غير المُجابة..
أسئلة تمت الاجابة على أحدها مؤخراً..
سأبدأ بشرح النظرية بشكل مبسط أولاً..
تنص نظرية الانفجار العظيم على أن محتويات الكون الحالية من مكان وزمان وطاقة ومادة كانت
في بداية الزمان تتركز في حيّز صغير يدعى بـالذّرة البدائية..تلك الذرة كانت لها كتلة كبيرة جداً
وحرارة هائلة فكانت غير مستقرّة..وفي لحظة الصفر (لحظة نشأة الكون) انفجرت تلك الذرة
وتدريجياً بدأت مكونات الكون بالظهور والتكوّن..
الانفجار العظيم قام بتوليد طاقة عظيمة المقدار، وتلك الطاقة بدورها أدت لتكوين جزيئات المادة المضادة Antimatter
ومن ثم بدأت المادة Matter بالظهور..
تكبير الصورة تم تعديل ابعاد هذه الصورة. انقر هنا لمعاينتها بأبعادها الأصلية.
المادة (Matter)
هي كل ما نراه حولنا من جزيئات وذرات، وكما نعلم فإن الالكترونات في ذرّات المادة تحمل الشحنة السالبة
والبروتونات الشحنة الموجبة..
المادة المضادة (Antimatter)
هي نادرة الوجود في الكون، الكتروناتها تحمل شحنة موجبة بينما تحمل بروتوناتها الشحنة السالبة..لذا سمّيت
بالمادة المضادة..
وعندما تتلامس ذرات المادة مع ذرات المادة المضادها فإنهما تنفجران معاً فتدمر إحداهما الأخرى..
ولهذا فقد تساءل العلماء عن كيفية بقاء ذرات كثيرة من المادة وفناء أعداد كبيرة من ذرات المادة المضادة
إذا كانتا قد تكونتا معاً وبالمقدار والأعداد نفسها..أي بكلمات أخرى، إذا انفجرت كل ذرة من المادة مع أخرى
من المادة المضادة كيف بقيت ذرات مادة كافية لتكوين محتويات الكون وعناصره ومركباته بينما قلت ذرات
المادة المضادة بشكل هائل؟
تم اعتبار هذا السؤال كنقطة سلبية بالنسبة للانفجار العظيم الى الآن عندما تم الكشف عن الجواب حيث
بعد تحليل نتائج تجربة حديثة أجريت في مسرّع جزيئات في الولايات المتحدة الأمريكية تم اكتشاف نتيجة
مفادها أن هناك فرق بمقدار 1% في نسبة المادة والمادة المضادة الناتجة من الانفجار..وبالتالي فإن عدد
ذرات المادة التي تكونت*بعد الانفجار العظيم كان أكبر من عدد ذرات المادة المضادة المتكونة..
وهكذا فقد تم التوصل الى فكرة تعطي الكثير من التوقعات والآمال للكشف عن المزيد من أسرار نشأة الكون
وتقديم الأدلة العلمية والتفسيرات لكيفية وجودنا وتكوّن محيطنا..
"لقد اقشعرّت أجسام الكثيرين منا لدى رؤيتنا للنتيجة..قد علمنا أننا كنا نشاهد ما لم نره قط..ما يفوق
تفسيرات النظريات الحالية.."
~ ستيفان سولدنر ريمبولد