طلبة من معهد الدراسات التقنية بالمرسى يحتجون على رفض تمتعهم بمنح
ثلاثون بالمائة فقط من المشاركين في مناظرات الدخول إلى المدارس الهندسية الفرنسية يتمتعون بمنحة
بعد خمودها خلال السنة الفارطة طفت على السطح من جديد اشكالية طلبة المعهد التحضيري للدراسات العلمية والتقنية بالمرسى وهذه المرة تعلق الاشكال بالاحتجاج مجددا على حصر عدد الطلبة الممنوحين لإكمال دراستهم بإحدى المدارس الهندسية الفرنسية في نسبة لا تتجاوز 30 بالمائة من جملة الطلبة المشاركين في المناظرة الوطنية والفرنسية لمواصلة الدراسة بفرنسا.
فقد تلقت "الصباح" نسخة من عريضة ممضاة من 26 طالبا نجحوا بامتياز في تجاوز المناظرة الوطنية (الكتابي) والمناظرة الشفاهية للدخول إلى مدارس المهندسين بفرنسا يشتكون فيها من اقصائهم من التمتع بمنحة الدراسة بالخارج بسبب تطبيق مقتضيات منشور وزير التعليم العالي الصادر في 2 جوان من سنة 2008 والقاضي بمنح 30 بالمائة فقط من المترشحين للمناظرة. وناشد الممضون على العريضة تمكينهم من منح للدراسة بالمعاهد الفرنسية لأنهم "غير قادرين على تحمل مصاريف الدراسة بالمعاهد المذكورة" علما أنهم التزموا عند تقديم مطالب المنح بالعودة إلى أرض الوطن بعد إتمام الدارسة أو إرجاع المصاريف."
يذكر أن الوزارة التعليم العالي نشرت يوم أمس قائمة الطلبة الممنوحين لمواصلة الدراسة بالمدارس الهندسية الفرنسية في عدة اختصاصات ضمت 44 طالبا، علما أن حوالي 80 طالبا نجحوا في اجتياز مناظرات القبول من جملة 140 طالبا شاركوا فيها.
تجدر الإشارة أن السنة الماضية شهدت احتجاجات مماثلة صدرت عن طلبة المعهد التحضيري للدراسات العلمية والتقنية بالمرسى لرفضهم ما جاء في منشور صدر عن وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا يوم 2 جوان 2008 ويتعلق بإجراءات تحمل مصاريف مناظرات الدخول لمدارس الهندسة بفرنسا وكيفية التمتع بالمنحة الجامعية.
ويتم اختيار طلبة المعهد التحضيري للدراسات العلمية والتقنية بالمرسى من بين المتميّزين جدّا في مناظرة الباكالوريا ويتمتّعون بامتياز مواصلة الدراسة في المدارس الهندسية بفرنسا بعد إتمام سنتين تحضيريتين بالمعهد والمشاركة إثر ذلك في المناظرات الوطنية ثم المشاركة في المناظرات الفرنسية (الكتابي في تونس والشفاهي في فرنسا).
وجرت العادة قبل صدور المنشور أن تتكفل الدولة بمعلوم التنقل والإقامة بفرنسا لكل طالب بعد نجاحه في الكتابي لمدة 15 يوما لإجراء امتحان الشفاهي. وبعد النجاح في الشفاهي يحصل على منحة تعادل 500 أورو في الشهر لمواصلة الدراسة في فرنسا مدّة 3 سنوات. وكان كلّ طلبة المعهد بلا استثناء لهم الحق في التمتع بهذه الامتيازات.
لكن منشور 2 جوان 2008 أدخل بعض التحويرات على شروط وإجراءات تحمّل الدولة مصاريف المناظرات للدّخول لمدارس الهندسة بفرنسا وكيفية التمتّع بالمنحة الجامعية ابتداء من السنة الجامعية 2008-2009 ونص على أن الوزارة تتكفل بتحمّل مصاريف الاختبارات الكتابية لكل مترشح، لكن في ما يهم بالاختبارات الشفاهية نص على تكفل الوزارة « نفقات تنقل التلاميذ ونفقات الإقامة بفرنسا للمنحدرين من عائلات ضعيفة الدّخل دون سواهم لاجتياز المناظرات الشفاهية بفرنسا. على أن لا يتجاوز عدد المنتفعين بهذا الإجراء نصف عدد المترشحين على أقصى تقدير."
وفي ما يتعلق بالمنحة الجامعية للدراسة بفرنسا نص المنشور على أنها لا تُسند «إلا للتلاميذ الذين تم قبولهم بإحدى المدارس الهندسية المؤهلة لمنحة والتي وقع ضبطها والاعلان عنها مسبقا من طرف الوزارة على أن لا تتجاوز نسبة الممنوحين 30 بالمائة من عدد المترشحين"
ويلتزم الطالب المرشح للحصول على منحة وطنية لمتابعة دراسته بإحدى مدارس الهندسة الفرنسية،بالتوقيع على وثيقة التزام يتعهد فيها بالعمل بمؤسسة تونسية إثر تخرجه لمدة 10 سنوات، أو بإرجاع مبالغ المنح التي أسندت له في صورة عدم إيفائه بهذ الإلتزام.
وتقدر تكلفة دراسة الطالب في مدارس الهندسة الفرنسية خلال 3 سنوات في حدود 40 ألف دينار تونسي.
ثلاثون بالمائة فقط من المشاركين في مناظرات الدخول إلى المدارس الهندسية الفرنسية يتمتعون بمنحة
