ثلاثون بالمائة من التكوين المهني لحاملي باكالوريا هذه السنة
لم تعد منظومة التكوين المهني تستقطب في صفوفها الراسبين في المرحلة الثانوية أومن لم يحالفهم الحظ لاقتلاع شهادة جامعية إذ باتت المنظومة اليوم تسجل في صفوفها الناجحين طوعا في امتحان الباكالوريا ممن يتوقون إلى التكوين في إحدى اختصاصاتها. ولئن شهدت السنة الدراسية المنقضية تسجيل 570 شابا من حاملي شهادة الباكالوريا طوعا في مختلف اختصاصات التكوين المهني فإن مصدر مطلع من الوكالة التونسية للتكوين المهني يؤكد أن هذه السنة سيكون الإقبال فيها كثيفا مقارنة بالسنة الفارطة.
ويعزو ذات المصدر أسباب ذلك إلى الحضور المكثف للطلبة الجدد خلال صالون التكوين المهني المنعقد مؤخرا للاطلاع على مختلف الاختصاصات الجديدة علاوة على عمليات التسجيل التي انطلقت في مختلف مراكز التكوين المهني والتي تؤكد في مجملها أن الرقم سيتضاعف مقارنة بالسنة الفارطة... ويضيف نفس المصدر أنه وقع تخصيص لدورة سبتمبر 2010، 45560 موطن تكوين 30 بالمائة منها مخصصة لحاملي شهادة الباكالوريا لهذه السنة... ولعل السؤال الذي يثارهو: لماذا يتخلى الطلبة الجدد عن حلم اعتلاء مدارج الجامعة وينساقون طوعا وراء منظومة التكوين المهني؟. وفي هذا الصدد أفاد محدثنا أن هاجس الالتحاق سريعا بسوق الشغل هو الدافع الرئيسي للإنخراط في منظومة التكوين المهني علاوة على أن الشباب اليوم يسيطر عليه هاجس بعث المشاريع والانتصاب لحسابه الخاص...
هذا الطرح يسانده السيد طارق بلحاج باحث في علم الاجتماع التربوي حيث يشير أن الشهادة الجامعية اليوم فقدت بريقها ولم تعد الوسيلة الرئيسية التي تؤشر للاندماج سريعا في سوق الشغل ولم يعد التشغيل بدوره مقترنا بمدى امتلاكها.
ويشير في نفس السياق إلى أن الشباب يفضل اختصار المسافات لتكون وجهته الالتجاء إلى تكوين ذي طابع مهني عملي ييسر التحاقه بسوق الشغل.ويخلص الباحث في علم الاجتماع التربوي أن معاهد التكوين باتت تستقطب الاهتمام أكثر من الجامعات لتأمينها تكوينا عمليا يخول للشاب لاحقا إما الاندماج سريعا في إحدى الاختصاصات أو الانتصاب لحسابه الخاص.