ستشهد المنظومة التربوية انطلاقا من السنة الحالية بعض الإصلاحات الهامة لتجاوز ما تمّ رصده من نقائص وهنات خاصة في مستوى تملّك اللغات لدى التلاميذ بشكل لافت للانتباه ونقص أنشطة الحياة المدرسية وتقادم البناءات والتجهيزات في المؤسّسات التربوية خاصّة المدارس الابتدائيّة. ولأجل ذلك ستتركز الإصلاحات بالخصوص على المناهج والمحتويات التعليمية لتحديث المناهج والبرامج والارتقاء بمكتسبات التلميذ إلى مستوى أفضل وسيتمّ دعم تدريس اللغات عبر مراجعة برامج اللغات وتطوير محتوى التكوين وطرائقه ومواصلة تركيز مخابر اللغات حيث سيتمّ بعث 850 مخبر خلال هذه السنة وتعميمها بالكامل على الإعداديات والمعاهد خلال السنة المقبلة وإحداث مخبر مركزي للّغات.
تكنولوجيا وستواصل الوزارة إدماج التكنولوجيات الحديثة في العملية التعليمية من خلال بعث مركز وطني للإدماج التكنولوجي في التربية والتكوين لتنفيذ إستراتيجية الوزارة في هذا المجال والتعميم التدريجي للتدريس بالسبورات التفاعلية التي أثبتت جدواها في كثير من البلدان الأوروبية المتقدّمة وهي تتيح للتلميذ المشاركة في الدروس والتخاطب مع هذه اللوحات. غير أن وزارة التربية ما تزال تواجه بعض الصعوبات في مستوى تكوين المدرسين الذين بلغ عددهم الجملي 60.831 معلما و 74.458أستاذا ويجري التفكير في بحث الوسائل العملية لتطوير حرفية المدرّس لتحسين مكتسبات التلميذ من خلال وضع تصور لملاءمة التكوين الأساسي للمترشحين للتدريس في مختلف أسلاك التعليم مع مقتضيات تطوير وتحديث وظيفة المدرّس وإحكام الترابط والتكامل بين مختلف هياكل التكوين. وسيشرع في تنفيذ برنامج تأهيل شامل للمدرسين خاصّة في اللغات وفي مجال التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال كما ستتعزّز آليات ومجالات التكوين عن بعد ليشمل ثلث حلقات التكوين علما أن هياكل التكوين الموجودة راهنا هي المركز الوطني لتكوين المكونين في التربية وعدد من معاهد المهن التربوية إلى جانب المراكز الجهوية للتكوين المستمر.
تعليم تقني
وبادرت الوزارة انطلاقا من السنة الدراسية المنقضية إلى دعم مسلك التعليم التقني بــدعم طاقة استيعاب مسلك الإعدادي التقني قصد بلوغ نسبة توجيه في نهاية السنة السابعة إلى مسلك الإعدادي التقني في حدود 50 بالمائة وفتح الآفاق أمام خريجي المدارس الإعدادية التقنية. ويبدو أن الحياة المدرسية أيضا محل متابعة واهتمام لتفعيلها حتى تكون متلائمة مع حاجيات التلاميذ، وسيتمّ عمليا مراجعة الزمن المدرسي لتحقيق التوازن بين الجانب المعرفي والجانب التثقيفي والترفيهي ودعم النشاط الثقافي والرياضي وتنويعه للاستجابة لتطلعات التلاميذ وصقل مواهبهم المختلفة.
كما ستتواصل الجهود أكثر لترسيخ ثقافة الحوار بالمؤسسات التربوية وقد تم خلال السنة الدراسية الفارطة تنظيم 2345 منبر حوار استفاد منها 250 ألف تلميذ ولذلك تقرّر تحويل هذه المنابر إلى نوادي حوار لتحقيق الاستمرارية والنجاعة و تعميمها على المدارس الابتدائية وتطوير آليات الإحاطة النفسية والإجتماعية بالتلاميذ لتعزيز مقومات السلوك الحضاري.
صيانة ولحلّ مشكل تقادم بنايات المؤسّسات التربويّة التي يبلغ عددها اليوم 4517 مدرسة ابتدائية و 1438 بين مدارس إعدادية ومعاهد قررت وزارة التربية مواصلة برنامج التعهد والصيانة للبنايات القديمة وقد تمّت مضاعفة النفقات المخصصة للصيانة حيث مرّت الاعتمادات من 23 مليون دينار إلى 77.5 هذه السنة. وتتجه النوايا نحو إيلاء عناية خاصة بالمدارس الابتدائية والمبيتات والمطاعم إلى جانب تطوير آليات الإدارة والتسيير في هذه المؤسسات وتطوير الإدارات الجهوية إلى مندوبيات جهوية للتربية قصد الرفع من نجاعتها وتعزيز آليات الإحاطة بالمؤسسات التربوية مع دعم تكوين إطار التسيير في مجال التصرّف الإداري والمالي.
بعث 850 مخبرا للغات... ومركز وطني للادماج التكنولوجي
