رئاء الأمة العربية

رثاء الأمة العربية

أمة الحُرب قد تناهى البلاء
و دجا الليل و استشاط الفناء

أنت حلم الهوى بسوق البغايا
قد ألِفتِ الخنا فمات الحيــاء

لن أداجي فأنت رمز المخازي
يا هوائاً يضيع فيه الرثـــاء

فادفني الهام في وحول الدنايا
و الزمي الصمت إن تعالى النداء

عجباً بات مجدنا في سجونٍ
و قبورٍ يضج فيها البـــلاء

كم وأدنا الشموع قبل احتراقٍ
فانتشى الليل و استبد الشقاء

كلما أشرقت سمانا بشمسٍ
غالها البغي و احتواها العفاء

سلبوا النور من مآقي المحال
و ادعُوا ذي سياسة و دهـــاء

يا نعام الهوانِ ضاقت رمال
من رؤوسٍ لها السيوف دواء

قد أضعنا أمانة من جدودٍ
و كأنا بدارنــا غربــــاء

أمة العرب هل نسيت عهوداً
باركتها و أكبرتها السماء

كم مشينا ليوث مجدٍ تَليدٍ
صرخة الله في لقانا حداء

و استبقنا الرياح نغدو لجُلى
فاستبحنا المحال كيف نشاء

أيقظي المجد قد سئمنا هجوعاً
مات فيه العلا و غِيلَ الرجاء

زمن الخوف قد مضى يا بلادي
فاطلبي العز قد تلظى الإباء

كفني الموت لا تهابي نزالا
و احزمي الأمر فالتفاني مضاءُ

أرقي الثأر في شواظ التحدي
أبرقي أرعدي يتيه العلاءُ

ويحك هُبي فقد توالى ظلامٌ
اغِلي العار فالنفوس ظِماءُ

شرف العيش أن نكون رجالاً
لا عبيد لما يرى الأمراء

هاهي الشام كالقلاع شموخاً
زانها المجد و السنا و السناءُ

فافخري يا شامُ لا لن تهوني
أنت للحُربِ قلعةٌ شماءُ

لو سألت العلا دياراً و أهلاً
لَزَهت فيكِ نِسبةٌ و انتماء

و أجاب الخلود غير مراءٍ
أهلي العُرب داري الفيحاءُ

حصحص الغدر و الرياح سمومٌ
فانبذي السِلمَ لن يدوم افتراءُ

انظري الشر قد تنادى لِيغنمِ
أيُ حولٍ لنا و نحن الغثاءُ

قد أعدوا شرورهم للدواهي
و دعونا فما أجار الدعاءُ

قد أمِنا الطغاة رغم المآسي
و تبعنا السراب و هو رياءُ

يا فلسطينُ أنت منا عيونٌ
شخصت و الدموع فيها دماءُ

و قلوبٌ تئن فيها جراحٌ
و لهيبٌ و حسرةٌ و ابتلاءُ

ما لصهيون في حمانا مقامٌ
ما حيينا و إن تَدَجى الضياءُ

يا رعى الله غزةً في رجالٍ
هم أسودٌ و ثورةٌٌ حمراء

قد أضاءوا مشاعلاً من دماءٍ
فارتقوا ربهم و هم شهداءُ

و حمى ضفةً تسامى علاها
فتراءت كأنها الجوزاءُ

أشرقي غزةٌ بنور الضحايا
أنت رمز الشموخ أنت الوفاء

علمينا فقد نسينا المعالي
و اهترأنا و مات فينا الفداء

نرتجي و الفؤاد يشكو جهاراً
لن ترى النور أمةٌ عمياءُ