شرف المعنى وصحته و كيف يكتسبة البليغ : للعلامة محمد الطاهر ابن عاشور
((و قد نظرت في مجموع شرف المعنى وصحته، وكيف يكتسبه البليغ ، فرأيت أن يقتدي مريد الإجادة بالذين شهد لهم البلغاء بالإجادة في غرض من أغراض المعاني فينسج على منواله ، فإذا رام إثارة حماس جمع في ذهنه ما يلائم حالة الاستصراخ واستبطاء النصير، وتخيل المستنجد هضيم الجانب ذا جناح كسير، فاجتهد أن يكثر المعاني التي من شأنها إثارة حمية المخاطب واقتداره، وعلى هذا المنوال ينسج.
ومن صور صحة المعنى أن يكون مطابقاً للواقع، كما قال حسان :
إن أحسن بيت أنت قائله *** بيت يقال إذا أنشدته صدقا
ولكن ذلك ليس بشرط على الإطلاق وخاصة في الشعر؛ فإن الشعر يبنى على المغالطة و الخيال، وهذا شأن يختلف باختلاف الأغراض والمقامات ، فلكل غرض من أغراض الكلام مايناسبه من صحة المعنى في بابه، وللنثر مناسات ليست للشعر و بالعكس)) شرح المقدمة الأدبية للمرزوقي ص110