شبكة فلسطين التعليمية

 

 حال "الأمة" بين عبد الناصر ... ونحن

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
hayemfr
عضو نشيط
عضو نشيط



تـآريخ إنضمــآمي : 23/07/2012 مُشـآركـآتي : 19058 السٌّمعَة : 28

حال "الأمة" بين عبد الناصر ... ونحن Empty
مُساهمةموضوع: حال "الأمة" بين عبد الناصر ... ونحن   حال "الأمة" بين عبد الناصر ... ونحن Empty8/2/2013, 08:33


حال "الأمة" بين عبد الناصر ... ونحن

رشيد قويدر

في يوم 28 أيلول/ سبتمبر من عام 1961؛ وقع الانفصال بعد وحدة دامت أربع سنوات. وفي 28 أيلول/ سبتمبر من عام 1970 غادر عبد الناصر عالم الدنيا، في شهر عربي يقطر دماً، دماء الأخوة؛ ذات العام والشهر الذي لوَّن بالأسود، وكأن القدر كان على موعدٍ مع عبد الناصر، كي لا يرى ويعش إلام أفضى به الحال العربي بعد هذه العقود الموغلة في الضياع والتلاشي، والمتنكررة لكل ما هو قومي وعروبي صادق، فأبى أن يعيشها.
في مجاز "الإباء" العربي الراهن، فهو ما زال يأبى الإقرار بأن أول الطريق إلى العلاج السليم؛ لمرض معين أو لمعضلة إشكالية، هو الاعتراف بوجود الداء وتوصيفه بدقة من جميع جوانبه، وبصراحة متناهية وصدق مع الذات، وبكل تجرد وموضوعية، وعليه يتعين العلاج والإصلاح بعد هذا الإقرار.
قرابة نصف قرن والتجربة العربية المديدة والمريرة هي ذاتها من قادت الأمة إلى ما هي عليه؛ من وضع مزرٍ ومتوالية انحطاط وهزائم وانكسارات، بما هي عليه من تقهقر وحالة مأساوية. مفارقات كبرى تتمة لشعارات "اللاءات" الشهيرة في ظاهرتها الصوتية، نحو "النَعَمْ" أو الصمت المريب "دليل الرضى"، حال المنطق العربي الرسمي سواء بسواء في "التهويل" و"التهوين"، وكأنه لا فكاك من التأويل واللعب على الخطابة الشُعبوية على وجه العموم.
وبعد الرحيل مباشرة في مصر ذاتها؛ انقلب الرئيس "المؤمن" السادات على أهداف الثورة في قاهرة المعز ذاتها، حلقةً سوداء في سلسلة طويلة بدأت بالاستعانة بقوى الإسلام السياسي، وأراجوزات الفساد في سيناريوهات "القيامات" العربية، الأرضية التي أوصلته بعد سنوات قليلة إلى زيارة القدس المحتلة واتفاقية "كامب ديفيد": فالدم على الأبواب في الاجتياح الصهيوني للبنان عام 1982، والنار تجري صوب الشرق العربي، حتى عبرت أبواب كل بيتٍ في العراق، منتشيةً بغربانها فوق ولائم الأجساد المشوية والدخان الذي لم يفزع منه الصمت العربي الكئيب، قيامات أرضية عربية تزلزل كل إيقاعات الحياة لصالح الفوضى الاعتباطية بمدارات دموية ملتوية تبتلع كل شيء.
في عراق اليوم؛ العراق المدمى، على ذات منوال بديهيات تشخيص الداء العربي، يتصارع الساسة على مساحة السلطات والامتيازات الممنوحة لهم من الاحتلال في المنطقة الخضراء، فيسود المنطق الرمادي لفصول المأساة، في الخطابات والتصريحات والجمل والمفردات: بتكرار "المآثر، السيادة والعزّة والانتصار للحرية، والإنجازات الوطنية"، فالانتصار لدى ملوك الطوائف ليس على الإرهاب الأعمى فمنبته معروف، وليس على الفساد والطائفية ولا علاقة له باستعادة الأمن والاستقرار، وكل من يستمع لهذه الظاهرة الصوتية، يصفح بها "الإنجازات الوطنية" المدعاة وبعرض الحائط، كنايةً عن جدران التقسيم الطائفي. فالإنجازات الوطنية تتطلب بالأساس مصالحة وطنية، تنهي الوقائع الصلّدة للفرق المسلحة التابعة للساسة، الفرق المحلية المناطقية المكتسية المجببة بهية طائفة ما، التي تقوم على الفرز السكاني والتعدي والتهجير، بدلاً من تعميق الاصطفاف الوطني للأغلبية الصامتة، للمواطنين الجيدين، وهم من كل الطوائف والملل والنمل، وهم وحدهم مَنْ يستطيعون إعادة الأمن وعزل الإرهاب والإجرام وتصفيته من كل مناطقهم، بل والتخلص من كل سلاح مشبوه المرامي والأهداف، لا سلاح المقاومة الوطنية الفعلية، الخطوة الضرورية لحماية المدنيين، والأسمى في إعادة الاعتبار للمواطنة.
كي لا تكون "الإنجازات الوطنية" وباسم "فرض القانون"، هي مهمة تسهيل بناء "كانتونات طائفية ـ مذهبية" تجرد المناطق والأحياء من طابعها الوطني بتكريس المذهبي والطائفي، وتفرض قوانينها وأجندتها؛ التي جرت أمام بصر وتحت سمع قوات الاحتلال الأمريكي، حيث جرت التصنيفات والتهجير، عبر صفقات معها بعدم استهدافها جنودها، وصولاً إلى الجدران العازلة، فرموز السلطة لا يجدي لها أن تُهِربْ معضلاتها إلى خارج حدودها، وهي ذاتها مذهبية طائفية منخورة حتى النخاع.
وكي لا يحال الداء إلى مقولات، فإن أولى مهمات الاستنهاض العربي تبدأ بالعراق وفلسطين، حيث يبرز في العراق الراهن إشكالية الهوية السياسية للدولة، فهي تشكل أزمة لدى السلطة الراهنة ذاتها على مستوى الخطاب والممارسة والانتماء، أما الفشل فمرده الإخلال بشروط الدولة الوطنية، طالما أن نجاح مشروع الدولة مشروط بسلامة معاييرها ولوائحها الناظمة وسلامة معاييرها، فلا يمكنها أن تُنتج أمة طالما أنها تفشل بالاعتراف المتساوي بجميع مواطنيها وحمايتها وخدماتها لهم، وتوعيتهم بحقوقهم وواجباتهم.
وهو ما يضعف أيضاً الهوية الوطنية بوصفها الجماعة السياسية المكونة للدولة، عندما يسحق الاستبداد مواطنيها، أو عندما تُبتلع حقوق فئة اجتماعية مكونة للأمة ذاتها، وحين تؤسس على الولاءات التحتية الضيقة والمنغلقة، فتفشل فكرة الانتماء والولاء والتضامن الوطني بين أعضاء الجماعة السياسية المكونة للدولة، فلا يجد المواطن المسحوق أمامه إلا الارتماء في أحضان الحاضن التحتي ليستوعبه ويوفر له الاعتراف والحماية، بكل الأسى والأسف.
في فلسطين لمواجهة الانقسام، ينبغي التشديد على ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في موعدها المحدد 25/1/2010، كونها استحقاق دستوري، لا يمكن تجاوزها، لأن أي تأجيل سيشكل تعدياً على الحقوق للأغلبية الصامتة، فضلاً عن كونه موضع تشكيك في موقف قانوني ـ سياسي أخلاقي.
أن تجري الانتخابات وفق المبدأ المقر بالحوارات الشاملة، مبدأ التمثيل النسبي الكامل، وبعتبة حسم
1 ـ 1.5% لضمان مشاركة الجميع في صنع القرار الفلسطيني، بعيداً عن استحواذ وسيطرة فريق على السلطة دون الآخر، فالسلطة ذاتها في وجهيها تحت الاحتلال الصهيوني. والحال الراهن يؤكد على ضرورة إنهاء الانقسام المدمر.

نستخلص من الذكرى الأليمة الأولى الانفصال، والثانية رحيل عبد الناصر وقد غيبه الموت مبكراً، بأن رؤية ثاقبة صابرة مراكمة، مقرونة بتخطيطٍ واعٍ لا يكلُّ ولا يملُّ، يمكنها وحدهما استعادة حلم ضائع نحو زمنٍ عربي جميل، رغم التعقيدات والمراكمات، عندما يتعزز النقد في الجذور المتورمة خلف ستائر التحريم الكثيفة، التي تحاول أن تجعل من الأرض العربية أرضاً مختنقة بالمحظورات و "المحرمات".
لقد بات من الضروري والملح مواجهة زمن العواصف العربية؛ بأن نستخلص من تجارب التاريخ، والاستلهام من تجارب الشعوب، كي يدرج العرب إلى جانب الشعوب التي انتصرت لحقوقها، وفق اللوائح والقوانين والتشريع الدولي ولإعلان حقوق الإنسان، فالحرية تؤخذ ولا تعطى، ولم تكن يوماً منةً أو سخاءً ومكرمةً من أحد أو قوة ما.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hayama
عضو نشيط
عضو نشيط



تـآريخ إنضمــآمي : 22/07/2012 مُشـآركـآتي : 254 السٌّمعَة : 2

حال "الأمة" بين عبد الناصر ... ونحن Empty
مُساهمةموضوع: _da3m_15   حال "الأمة" بين عبد الناصر ... ونحن Empty12/3/2013, 09:37

موضوع رائع بوركت
حال "الأمة" بين عبد الناصر ... ونحن 4
حال "الأمة" بين عبد الناصر ... ونحن 128711691410
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حال "الأمة" بين عبد الناصر ... ونحن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  قمة في الروعه ونحن نجهلها
» في ذكرى رحيل عبد الناصر..وقفة من نوع اخر..!
» هل قال رسول الله احاديث فى السادات وعبد الناصر
» هنا كل شيئ عن مدرسة أشبال الأمة
» رئاء الأمة العربية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اكاديمية طلاب الجزائر :: دليل الآقسام العامة :: الساحه الادبيه-
انتقل الى: